سجعية : تأبين زيّاد الرَّحباني .
إنَّ حَبلَ النَّغَم ِمَهما طالَ تَرنيمًا فَهو قَصيرُ ./ يُشنِّفُ السَّمعَ لِلَحَظاتٍ لَيْسَ إلاَّ ثُمَّ لا يَصيرُ ./ كَذلكَ العُمرُ زَيَّادُ وإنْ طالَ يَتَوقَّفُ المَسيرُ ./ هُو الحَسْمُ الجَلَلُ لَيْسَ قبْلَهُ و لا بَعْدَهُ نَذيرُ ./ كلُّ شَيءٍ بِقَدَرٍ وَ أَجَلٍ كمَا شَاءَهُ اللهُ القَديرُ ./
صارَ الوَجَعُ لَحْنًا حَزينًا بَعْدَكَ لا يُلامِسهُ تَغْييرُ ./ تُرَدِّدُهُ عَنَادِيلُ لُبْنانَ كَعزَاءٍ دَامِعٍ بِحُبٍّ يَسْتَجيرُ ./ وَجَعُ الفِكْرِ وَ المَسْرحِ و مَا كَاَنَ مِنْكَ يَسْتَنيرُ ./ وَجعٌ منْ نَآماتٍ لا كَالنَّأماتِ وَقْعُها قدْ يُثيرُ ./ وجع ُ فِرَاقٍ قدْ تَكَسَََّرَتْ مِنهُ أَشْياءٌ فَلا تَجْبيرُ ./
أَيُّها المُتَمَرِدُ الأنيقُ و السَّاخرُ اللَّبيبُِ الأَثيرُ./ أيُّها الفَتَى العَنيدُ الصَّامِتُ الهادئُ المُسْتنيرُ ./ تَيَتمَتْ بَعدكَ آلَةُ البَيَانِ فَمنْ لِأزْرارِها يُديرُ؟ / وغابتْ دَقَّاتُ الرُّكْحِ الثَّلاثُ وجَفَّتِ المَزاهيرُ ./ كأنَّ خَريفَ الفّنِّ نَثَرَ الأوْراقَ وغُصْنُهُ كَسيرُ ./
يا نَدِيَ الصَّوْتِ كمْ كُنْتَ بَلْسَمًا و الجِرَاحُ تَدْمِيرُ ./ جِراحُ لبنانَ لا تَنْتَهي و في كلِّ يومٍ لَها نَفيـرُ ./ و كُنتَ هُنَاكَ تُجادِلُ المَوتَ بِشُعْلَةِ فَنٍّ يَسْتَعيرُ ./و كُنتَ بالكِلمَةِ و اللَّحنِ تُنافِحُ تَارةً و تارَةً تُغيرُ./ منْ بَعدكَ اليومَ يَفي والعُمُرُ مَهْما طالَ قَصيرُ؟ /
* مسلك *
زياد الرحباني رفقة أمه السيدة فيروز
فيروز حزينة لفقد ولدها زياد




