سجعية : إلهام و الحُوَّارُ

الصّديقة الأديبة الرّوائية إلهام بوصفارة، وقفت إلى جانب حُوّار تطعمه لتأخذ صورة . فمازحتها بهذه السّجعية . تحياتي أستاذة إلهام .

سجعية : إلهامُ و الحُوَّرُ

إلهامُ خانَها الإلهامُ فَجأةً  فَأَعْرضَ عنْهَا الحَُّوارُ ./ أرادَتْ إِطْعَامَهُ فَأَدْرَكَ أَنَّها حِيَلةٌ قدْ تُدَبَّرُ و تُدارُ ./ لأَخْذِ صُورَةٍ لَيْسَ إلاَّ و كٌلُّ ما في الأَمْرِ تِذْكَارُ./ لكنَّ الحُوَّارَ لا يُغْرِيهِ عُشْبٌ أَتَتْ بِهِ و اخْضِرَارُ ./ يَأْتَمرُ بِأَمْرِ صَاحِبِهِ و إنَّ الصُّحْبَةَ قِوامُها الدِّينارُ ./

إلهْامُ لمْ تَخْطرْ بِبَالِهِا تِلْكُمُ المَادِّيَاتُ و الأَفْكارُ  ./ ولا لِمَ أَعْرَضَ الحُوَّارُ و وَلَّى و وَجْهُهُ أَعْذَارُ؟ / كأنَّهُ يَقولُ: إنَّ شُغْلَ السِّياحَةِ أَمْرٌ تَشوبُه أسْرارُ./ و قدْ تَنْكَشفُ واضِحَةً فَلا حَدَّ يَحُدُّهّا ولا حِصارُ./ و إلهامُ غَافِلةٌ عنْ هَذا، تَعْتَريها حَيْرَةٌ و انْبِهارُ./

إلهامُ، أخافُ فالأمُّ النَّاقَةُ قدْ تَغْضَبُ و قَدْ تُسْثارُ ./ إنْ أَتَتكِ فَعَليهِ العَوَضُ ومِنهُ العَوَضُ و الإغْفارُ ./ لا تسَْتَنْجِدِي بي أرْجوكِ فقدْ تُرْهِبُني الأَخْطارُ  ./ فما شَأنُكِ و الحُوَّارُ؟ أمّا عَلمْتِ أنَّ أمَّهُ قدْ تَغارُ؟/ وقدْ تَقْضمُ وتَدوسُ بِعُنْفٍ قَوائِمُها فاسْتُرْ يا سَتَّارُ!/

إلهامُ العزيزة،ُ ليسَ كلُّ منْ يَغْتَرُّ بِطُعمٍ قدْ يَغْتارُ ./ فما اعْتادَهُ الخَلْقُ يَسْري فَلا يُجْدِي فِعلٌ أوْاخْتبارُ ./ فالحُوَّارُ يُريدُ الطَّعامَ وَ لَكِنَّهُ  أَناخَ مُنْقادًا يُسْتثارُ  ./ لوْأَكْرَمْتِ صَاحِبَهُ أَوَّلاً،لأَمَرَ فَأُكِلَتْ مِنْكِ الأَحْجارُ ./ هي كَذَلكَ الدُّنْيا، مَصالِحٌ كَما أَوْحَى بِها الحُوَّارُ  ./

* مسلك *

لأديبة الروائية التّونسية إلهام بوصفارة

ا



One thought on “سجعية : إلهام و الحُوَّارُ

  1. الأستاذ العزيز والناّقد الكبير الدكتور مسلك ميمون،
    قرأتُ سجعيّتكم البديعة مرارًا، فوجدتُ فيها من الطرافة ما يُضحك القلب، ومن الجمال ما يُدهش الفكر، ومن السخرية اللطيفة ما يُبهج الروح.
    لقد نسجتم بالكلمات مشهدا نابضا بالحياة، جعل من لقاء سياحيّ عابر بيني وبين “الحُوّار” لوحةً أدبيّةً يتناقلها البيان!
    أُعجبتُ بعمق الرمز، وبخفة الظلّ التي تحملونها في قلمكم، وبقدرتكم على أن تُدخلوا البهجة في النفوس دون أن تجرحوا حسًّا أو تفسدوا ودّا.
    فشكرًا لكم على هذه السجعية الآسرة التي سرقت منّي ابتسامة صافية، وتركَت في نفسي أثرا طيّبا وذكْرا جميلا.
    دمتَ مبدعا، رقيقا، لكَ في فنّ السجعِ مَلَكة تُدهِشُ القُرّاءَ وتُبهِج الأَسماع،
    تُمسكُ باللّفظِ فتجعله طائعا، رقراقا، كأنَّهُ يُحاكُ من ضياء وشِعاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.