الجغرافيا علم شيّق، يدرس الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية عليها، لذلك يعتبر مرتبطاً بمعظم العلوم الأرضية.
لا… إنتظر! بالتأكيد نحن لسنا هنا كي نعطي درساً في الجغرافيا، فكثيرٌ منّا ربما قد تركوا مدارسهم باكراً بسبب هذه المادّة، لكننا هنا كي نخبركم بحفنة معلومات “بديهيّة” وأخطاء شائعة في جغرافية الأرض، ربما قد تكون فاتت البعض منّا عن عدم دراية واهتمام أو عن طريق معلومة خاطئة ترسبت في عقولنا على مرّ السنين… لن نطيل كثيراً، فهلمّ نبدأ ..
رأس الرجاء الصالح .. ليس صالحاً بذاك القدر
حيث خُدعنا عندما قالوا لنا بأنه ملتقى المحيطين (الأطلسي والهندي)، فالحقيقة هي أنّ رأس أقولاس (Cape Agulhas) في جنوب إفريقيا هو النقطة الفاصلة بين المحيطين سابقي الذكر، فهذا الرأس يعتبر آخر نقطة من إفريقيا باتجاه الجنوب.
وبالمناسبة فإن مدينة أقولاس مدينة جميلة جداً لكنها متأثرة برياح شديدة شبه دائمة.
المسافة بين الولايات المتحدة وروسيا أقرب مما نتخيل
قد تكون المسافة بين بيتك وعملك أطول بكثير من المسافة الفاصلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والتي تقدر بـ 2 ميل فقط (3,6 كم).
نعم، حيث تلتقي حدودُ هاتين الدولتين في المنطقة الواقعة بين جزيرتي ديوميد الكبرى أو (راتمانوف باللغة الروسية) التابعة لروسيا الاتحادية وبين جزيرة ديوميد الصغرى (كروزينشترن) التابعة للولايات المتحدة في بحر بيرينغ (Bering Sea) .
المثير للدهشة أنه يوجد حدود دولية بين الجزيرتين ويمر أيضاً بينهما خط الوقت الدولي، حيث فارق الوقت بين الجزيرتين (الشقيقتين) هو 23 ساعة فقط!! (إذا كانت الساعة في ديوميد الكبرى 12:00 ظهراً يوم 1-1-2015 فإن الساعة ستكون في ديوميد الصغرى 11:00 صباحاً يوم 31-12-2014)!!
لذلك تسمى ديوميد الكبرى “جزيرة الغد” والصغرى “جزيرة الأمس”. أيضاً في موسم الشتاء تتحرك كتل ثلجية ضخمة تسد حركة المياه بين الجزيرتين حيث يمكن (نظرياً) العبور فوقها مشياً على الأقدام لكن القوانين تمنع التنقل بين الجزيرتين منعاً باتاً.
يجدر بالذكر بأن السباح التونسي (نجيب بالهادي) كان قد قطع المسافة بين الجزيرتين عام 2013.
البطريق والدّب القطبي لم يلتقيان قَطّ !
حيث يعتقد الكثير بأنهما يعيشان في بيئة واحدة، بينما الحقيقة هي أن الدب القطبي (أكبر اللواحم على اليابسة) يعيش (فقط) في مناطق القطب الشمالي الممتدة عبر شمال ألاسكا، كندا، روسيا، النرويج وجرينلاند.
بينما يعيش طائر البطريق في أقصى القسم الجنوبي من الأرض الممتدّ عبر السواحل الجنوبية لكل من أمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا وكامل القارة القطبية الجنوبية.
الببر، لا يعرف إفريقيا إلا عن طريق حدائق الحيوان
أو النمر الآسيوي كما هو شائع، فهو لا يعيش إلا في مناطق شبه القارة الهندية (الهند وبنغلادش وأجزاء من أندونيسيا والفلبين)، وله سلالات كثيرة منها النمر السيبيري (أكبر القطط على هذا الكوكب) والنمر الأبيض النادر.
وبالمناسبة هنا فإن الببر قد حاز لقب (الحيوان المفضل في العالم) بعد استفتاء قامت به قناة Animal Planet، لكنه للأسف حيوان معرّض للانقراض بسبب الصيد الجائر له طلباً لفرائه الثمين ولحمه (يعتبر لحم الببر من أهم وأغلى الأغذية العلاجية لدى الصينيين).
والجدير بالذكر أيضاً بأن الأسد لا يعيش إلا في إفريقيا (كموطن أصلي) وبضع أفراد منه فقط (مهددون بالانقراض) يعيشون في ولاية (غوجارات) الهندية، علماً أنه منذ 10,000عام كانت الأسود ثاني أكثر الثدييات الكبرى انتشاراً في هذا الكوكب بعد الإنسان.
أبناء جزر سليمان، لأي الأعراق ينتمون؟!
من النظرة الأولى إلى أحد أبناء هذه الجزر الـ (990) سوف تصاب بالدهشة، فالواحد منهم يعتبر مزيجاً بين العرقين الزنجي (الأسمر) والقوقازي (الأشقر)، حيث تعتبر هذه المقاطعة التابعة للتاج البريطاني أكثر منطقة تتواجد بها البشرة السمراء خارج إفريقيا وأكثر منطقة يتواجد بها الشعر الأشقر خارج أوروبا، وتقع هذه الجزر جنوب المحيط الهادي في قارة أوقيانوسيا.
الملكة إليزابيث الثانية .. وأملاك لا تحصى
نعم، فهي فعليّاً “أكبر الملوك نفوذاً على اليابسة” حيث تقدر المساحة التي تملكها ملكة بريطانيا من اليابسة بـ 18,735,998 كم مربع أي 12.6% من مساحة اليابسة.
فهي (بشكل فعلي أو اسمي) تتربع على عرش كل من: المملكة المتحدة ( انكلترا – إيرلندا – اسكتلندا – ويلز -جبل طارق “القسم الشمالي” ) كندا – استراليا – نيوزيلاندا بالإضافة إلى جزر سليمان ، جامايكا، باربادوس، البهاما، جرينادا، توفالو، سانت لوسيا، سانت فنسنت، الجرينادين، بليز، أنتيغوا وباربودا، سانت كيتس ونيفيس، بابوا وجزر كوك.
قمة إيفيريست، المالديف والبحر الميت، والفرق الشاسع
دون أدنى شك فإن قمة إيفيريست في جبال هيمالايا تعتبر أعلى نقطة على كوكب الأرض بارتفاع غير متفق عليه يتراوح بين 8848 و 8882 متراً فوق سطح البحر (ومازال ارتفاعها يزداد حتى الآن).
الغريب فيها أنه ورغم ارتفاعها الشاهق إلا أن الثلوج لا تغطيها كما هو مُعتقد، حيث أن انحدارها السحيق والرياح الشديدة التي تتعرض لها يمنعان تراكم الثلوج عليها.
أضف بأنه قد تم اكتشاف الكثير من عيّنات الأسماك المتحجرة في سفحها، ما يدل على أن القمة كانت في يوم من الأيام في قاع البحر.