من وحي قصيدة الشاعرة أمل الأخضر ” إنني أبكي ..”
[highlight]كَفكِفي الدَّمعَ فأنتِ الرَّجاءُ والأمَلُ . فما رَأيتُ أمَلاً يَبْكي والكُلُّ عَنهُ يَسْألُ. تَسْتصْرخينَ الغَضَبَ و هُو فيكِ كامِنٌ لا يَتحَوَّلُ. و تُنادينَ لَمْعةَ الضَّوءِ وهِي بِعَينَيكِ أجْمَلُ . يَسْتفيقُ الوُجودُ و يَأسى لِعَبَراتِكِ و يَخْجلُ . وتَنفَكُّ الأحْزانُ فَلا بومَ و لا خُفَّاشَ يَتَنزَّلُ. و مَنْ لا يَأتي سَيَأتي بِطيبَةِ الأرْواحِ يَتجَمَّلُ . لمَ البكاءُ ومُقلُ الزَّمانِ بالدَّمعِ تبْخَلُ ؟! و “دِهْيا ” مَواويلٌ و وَشْمٌِ و كُحْلِ لا يَأْفلُ . و بَينَ بُحَّةِ إيقاعٍ و”جَدْبةٍ “حَياةٌ تَتشَكَّلُ.حَسْبكِ أنَّكِ زُغْرودةٌ يَسْكُنها الطِّيبُ و الأمَلُ ..[/highlight]
تحياتي للعزيزة الشاعرة أمل الأخضر / مسلك
من وحي قصيدة الشاعرة أمل أخضر ” إنني أبكي ..”
الشاعرة : أمل الاخضر
تكتب :
إِنَّني أبْكي ..
يا دَمَهُ المُْخاتِلَ لِدَمي ، يا صَلاةَ رُوحي لنسيم هُبُوبِهِ ،
يا رَجْعَ الصَّدَى المُتَواتِرِ .. يا غَضَبي الْبَعيدَ في غَوْرِ رُوحي ،و في أَقَاصِِي دُرُوبِي .
يا غَضَبي المْرْصُوصَ في شِعَابِ الْجَسَدِ ، يا غَضبي أَرْخَى سِيقَانَهُ وَ تَعَرَّشَ في شَجَرِ دَمِي .
يا غضَبي .. يَكَادُ يَنْبُتُ لَهُ فَم ٌ .. يكَادُ يَعْوي مِثْلَ ذئْب وَحيدٍ .. يَكَادُ يَهْمِي مِثْلَ شَلاَّلٍ قَريبِ .
إنَّنِي أَبْكي ..
يا لَْمعَةَ الضَّوْءِ في الْعُيون ِالطًّيِّبَةِ ، و لَهْفَةَ الشَّوْقِ في الْعُيونِ الْعاشِقَةِ ،
و يا سِرَّ الأسْرَارِ في صَمْتِ الْقِباءِ .
إنَّني أَبْكي ..
تَسْتَفيقُ وُحُوشُ غَابَاتِي ، وَ غيلَانُ الزَّمَنِ السَّحيقِ ، يَسْتَفيقُ رَجُل ٌ ذَبيحُ ،
يَسْتفيقُ مُغَنٍّ خَجولُ .. يَنْتَصِبُ دَمُ المَغْدورينَ ، أَشْباحاً هُلامِيَّةً تَصُولُ ،
تَسْتَفيقُ الْغُصَصُ الْهاجِعَةُ بِسُقوفِ الْحَناجِرِ ، وَ تَصْدَحُ مَواويلُ البَدْوِ الرُّحَّلِ ،
وَ مَواويلُ جِبالِ بِلادي ، و مَواويلُ الصَّحارِي الشاَّسِعَةِ ، وَ مَواويلُ الأَطْلَسِ اْلكَبيرِ .
إنني أبكي ..
تتَشَابكِ خُيوطُ المَهاوِي ، تَفْزَعُ الْبوم ُ و الْخَفَافيشُ ، و تَفِرُّ الضِّباعُ هائِمَةً ،
تقْفزُ الاَرانِبُ مِنْ أَحْراشِها ، وتهُبًُّ الطُّيورُ النَّائِمةُ ، و تَهْرعُ الغَزالاتُ . و قُطْعانُ الوُعولِ ،
إنني أَبْكي ..
يا رُزَم َ الْغُبارِ تَشْرَبُ الضَّوْءَ مِنْ خََلَلِ الثُّقُوبِ ، يا أرواحَ الطيبينَ و الطيباتِ ،
يا أيتها النُّفوسُ الشَّاخِصَةُ لِلَّذي لا يَأْتي أبداً ، يا أيها الغيابُ الطَّاعنُ في السِّنِّ ،
يا وَجْهَهُ المُدَلَّى مِنْ سَقْفِ سَمائِي ، و مِنْ فرَاغِ هَوائِي ، يا خَرَسَ الْحُبِّ الْكَبيرِ ،
يا وَجَعَهُ الْمَكْلومَ ، و رَسائِلَهُ المُقَنَّعَةَ بالإِشاراتِ الْبَكْماءِ .
إِنَّني أَبْكي ..
يا مُقَلَ الْخُيولِ الدَّامِعَاتِ ، و مُقَلَ الْبَّبَّغاوَاتِ الصَّامِتاتِ ، وَ مُقَلَ الْجِمَالِ المُتَهادِياتِ ،
و مُقَلَ الصُّقورِ الْجَارِحاتِ ، وَ عُيونَ صَبَايَا وَ صِْبيانِ الْحُروب ِ .
إِنَّني أَبْكي ..
يا مَوَّالَ النِّساءِ الْأَمازِيغِيَّاتِ ، وَ يَا وُشومٓ أَسْفَلِ الشِّفاهِ ، وَ يَا كُحْلَ الْعُيونِ الْغَزيرِ ،
وَ يَا رَنينَ خَلاخِلِ الصُّدورِ ، وَ يَا وَقْعَ أَساوِرِ السِّيقانِ ..
إنَّني أَبْكي ..
يا بُحَّةَ الْغيوَانِيِّينَ ، وَ إيقاعَ طُبولِ الكناوِييِّنَ ، وَ جَدْبَةَ الدَّراويشِ المُهَلِّلَةِ ،
و الصَّيْحَةَ المُجَلْجِلَةَ لِقائِدِ الْأَحْوازِ ، وَ دَنْدَنَةَ مُغَنِّي اْلأَطْلَسِ الْعَجوزِ ،
و َيا .. شَجَنَ النَّايِ الشَّفيفِ .