علي هامش روايتي / رفيق أبو الحسن
(( نيتشا والانياب الزرقاء ))
توثيق الروايه
لكي يطمئن قلب القارئ الي ان روايتي صحيحه تاريخيا” ومثبته اليكم القليل مما توصلت اليه
حيث أن العالم الاسلامي و بالذات المغرب والأندلس كانت متواصلة مع ما يسمى اليوم بأمريكا
وحسب ما يقرره معظم العلماء الآن
سواء من الطرف الإسباني أو من الطرف الأميركي فإنهم يعتقدون أن قبل كريستوف كولومبوس كان الإسلام منتشرا في شمال أمريكا وفي جنوبها، وأن أول عمل قام به الكونكيسادور “Conquistador” – الإسبان النصارى – هو متابعة هجومهم على الإسلام الذي كان في الأندلس، بالقضاء على الإسلام والقضاء على الوثائق التي تبرهن أي وجود إسلامي في تلك القارة.
إن من ابشع الإبادات العرقية خلال تاريخ البشرية هي تلك الإبادة التي تعرض لها الشعب الذي اطلق عليه اسم (الهنود الحمر) ، إبادة استهدفت وجود الشعب وثقافته وتاريخه ومستقبله.
وقد ظهر مؤخرا كتاب لراهب مسيحي كان مع الاسبان أثناء غزو اميركا الجنوبية ، و الذي تحركت فيه بعض احاسيس بشرية كانت قد ماتت عند جميع مرافقيه فحاول ثنيهم عما يعملون ولكنه فشل ولقي منهم كل عدوان ثم لجأ الى الملك والملكة وكذلك فقد فشل ولم يجد بداً من الكتابة لأجل الحقيقة .
يصف هذا الراهب عمليات الإبادة والقتل والحرق ورمي الاطفال على الصخور لتتناثر ادمغتهم امام امهاتهم بكل صلف ، كما يصف عمليات النهب والسلب لشعب بريء مسالم ، لم يعرف حتى ادوات الحرب التي توصل اليها هؤلاء .
في يوم 12 أكتوبر تشرين الاول 1492 م وصل كولومبس باحثاً عن الذهب في اسيا فوصل الى شواطئ جزر الباهاما ، حيث قابلهم الهنود الحمر من قبيلة أراواك بكل ترحاب ، أولئك الهنود الذين لم يكونوا يختلفون “عن أي هنود اخرين في العالم الجديد فكلهم معروفون بالكرم والترحيب بمشاركة الاخرين لهم في مراعيهم ، و كذلك في ممتلكاتهم المحدودة ” و هذه طبيعة الشعوب المتنقلة ، حيث لا تجفل من الغريب ، نظرا لكونها لا تملك أي مدن أو ممالك تخشى عليها من خطر الاحتلال ، بينما كانت المراعي و الثروات الطبيعية تكفي الجميع .
أبحر كولومبس بعد ذلك الى كوبا ثم الى هيسبانيولا وهي الجزيرة التي تشمل اليوم كلا من هايتي وجمهورية الدومنيكان ثم كتب تقريرا الى ممولي رحلته ملك وملكة اسبانيا قائلا ان “الرب الخالد يمنح النصر للذين يسلكون طريقه مهما كانت الصعاب” .
ثم بدأت إبادة السكان الاصليين حيث كان يؤخذ الرجال و الاطفال كعبيد لتلبية الحاجة للايدي العاملة و كذلك اختطاف النساء كوسيلة لتحقيق المتعة الجنسية
و لقد كانت هايتي قاعدة لاصطياد الهنود الذين ملئت بهم سفن عائدة الى اسبانيا حيث كانوا يعرضون “للبيع في مزاد أشرف عليه الشمامسه وكتب كولومبس دعونا باسم الثالوث المقدس نستمر في ارسال ما نستطيع بيعه من العبيد.
وأشار المؤرخ الامريكي هوارد زن الى أنه “خلال عامين مات حوالي نصف سكان الهنود في هايتي وعددهم الاصلي 250 ألف نسمة اما عن طريق القتل أو الانتحار. كان يتم تسخيرهم بوحشية في ضياع شاسعة. وبحلول عام 1650 لم يعد على الجزيرة أحد من هنود أراواك الاصليين” بعد أن كانوا عددهم ربع مليون نسمة.
وأشار المؤرخ الامريكي الى أنه حصل على معلوماته عما حدث في جزر الكاريبي بعد وصول كولومبس مما كتبه لاس كاساس وهو قس شاب شارك في غزو كوبا ثم تخلى عن مزرعة له كان يعمل فيها عبيد هنود “وأصبح ناقدا حادا للوحشية الاسبانية و هو المصدر الوحيد بشأن أمور كثيرة. وبدأ وهو في الخمسينيات من عمره في كتابة مؤلفه ذي المجلدات العديدة (تاريخ الجزر الهندية)
ونقل المؤلف عن كاساس وصفه لكولومبس انه “كان متهورا الى حد العمى وكذلك من أتوا بعده. لقد كان همه أن يسعد الملكه ايزابيلا (في اسبانيا) فارتكب ما لا يغتفر من الجرائم في حق الهنود فقد كانوا (الاسبان) يرفضون السير على أقدامهم حتى لو لمسافات قصيرة فيتخذون من ظهور الهنود مطايا أو يجلسون على محفات يتناوب الهنود علي حملها وكان على نفر من الهنود أن يحملوا فروعا من الشجر كثيفة الاوراق يحمون بها راكبي المحفات من لفح الشمس بينما كان على اخرين أن يتخذوا من أجنحة الاوز مراوح تلطف الجو للراكبين.
“لم يهتز للاسبان طرف وهم يطعنون عشرات الهنود ولم تهتز ضمائرهم وهم يقتطعون من أجساد الهنود شرائح كي يختبروا بها مدى حدة نصالهم حتي انه ذكر في كتابه انه ذات يوم تقابل ولدان من الذين يسمون أنفسهم مسيحيين مع ولدين هنديين يحمل كل منهما ببغاء فما كان من الولدين المسيحيين الا أن أخذا الببغائين لنفسيهما وعلى سبيل التسرية والمزاح قاما بضرب عنقي الولدين الهنديين.
وسخر زن من سذاجة الفكرة القائلة ان ارتكاب “الفظائع” ضرورة وثمن كان لابد من ان يدفعه السكان الاصليون من أجل التقدم.
وقال ان البريطانيين أيضا قرروا ابادة الهنود حين عجزوا عن استعبادهم أو العيش معهم منذ العام الاول لوجود الرجل الابيض في فرجينيا (1607)
وأضاف أنهم استوطنوا جنوبي ما يعرف الان بولاية كونيتيكت وكانوا يتفننون في وسائل ابعاد الهنود حتى لو ارتكبوا المذابح أو حرقوهم في أكواخهم وذات مرة كان نصيب من هربوا من النيران هو القتل بالسيف حتى صار بعضهم مجرد أشلاء. ووصف معاصر لتلك المذبحة أن “النصر بدا كفداء جميل وتم تقديم الشكر الى الرب الذي كان عونا عظيما ورائعا” وكما جاء في مذكرات عالم اللاهوت البيوريتاني الدكتور كوتون ماثر أنه يفترض أن عدد من ذهبوا الى نار جهنم في ذلك اليوم لا يقل عن ستمئة هندي
وذكر المؤلف أن عدد الهنود الحمر عام 1492 بلغ 75 مليونا منهم 25 مليونا تقريبا في أمريكا الشمالية وأنه “قبل مجيء المسيح بألف عام وفي الوقت الذي كانت فيه مصر تشيد فنا ومعمارا عظيمين كان هنود نيو مكسيكو يشيدون القرى والمباني. وبمجيء زمن يوليوس قيصر والمسيح قامت في منطقة وادي أوهايو حضارة من أطلق عليهم بناة الروابي
بلغ ارتفاع احدى الروابي مئة قدم وتكبر قاعدتها المثلثة عن قاعدة هرم مصر الاكبر.”
وانتهى المؤلف الى أن “كولومبس وأتباعه لم ينزلوا أرضا خالية لكنهم نزلوا عالما تساوي الكثافة السكانية في بعض مناطقه مثيلتها في أوروبا وهبطوا عالما ذا ثقافة مركبة حيث العلاقات الانسانية أكثر مساواة من أوروبا نفسها
وقد عرف عن الهنود انهم يعاملون المرأة معاملة حسنه حتي انه كان اذا ضرب رجل زوجته يعير بوصفه بهيمي
رحم الله موتانا المسلمين من الهنود الحمر
أصدر الدكتور يوسف ميروا في دراسة حديثة بالإنجليزية تفيد أن كثيرًا من المؤرِّخين يؤكدون أن المسلمين وصلوا إلى شواطئ أمريكا قبل كولومبس بـ 500 عام، ويستدلون بما ذكره الجغرافي والمؤرخ المسلم المسعودي في كتابه “مروج الذهب ومعدن الجوهر” من أن بحارًا مسلمًا يدعى ابن سيد القرطبي أبحر من الشاطئ الغربي للأندلس في عام 889 م وسار في اتجاه مستقيم حتى وصل إلى شاطئ كبير رجع منه محملاً بكنوز كثيرة، أيضًا رسم المسعودي في خرائطه مناطق في المحيط الأطلسي (غرب القارة الإفريقية والأوروبية) سماها الأرض المجهولة. وأما كولومبس نفسه فقد ذكر في رسائله ومذكراته إشارات تصلح للاستدلال؛ إذ أورد أنه رأى جزيرة حمراء (في رحلاته لأمريكا) يحكمها رجل عربي ينادى بأبي عبد الله، كما اكتشف أن أهالي جزيرة سان سلفادور يتكلّمون ببعض الكلمات ذات العربية مع بعض التحريف في النطق، وذكر أنه رأى في الهندوراس قبيلة سوداء مسلمة يطلق عليهم لقب إمامي (( تعني امام )) وفي مذكراته الشخصية ذكر كولومبس أنه شاهد مسجدًا في كوبا فوق رأس جبل، كما أن الأسلحة التي يستخدمها سكان هاييتي هي نفسها التي كانت تستعمل في إفريقيا.
وقد كتب المؤرِّخ الأمريكي وينر (يشغل منصب أستاذ للتاريخ بجامعة هارفرد) يقول: إن كولومبس فهم أنه كان يوجد مسلمون في العالم الجديد، وانحدروا من غرب إفريقيا، وانتشروا من الكاريبي إلى مناطق مختلفة في شمال وجنوب أمريكا، وأضاف وينر أن مجموعات من هؤلاء التجار تزاوجوا مع هنود الأمريكتين.
ويضيف الدكتور يوسف أن العديد من المصادر الإسلامية تحدَّثت عن رحلات بحرية تمّت في المحيط الأطلسي مثل كتاب الإدريسي “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق” و”مسالك الأبصار في ممالك الأمصار”.. وفي كتابه “قصة أمريكا” أورد المؤرخ باري نيل الكثير من الأدلة (بلغت 565 تسجيلاً) تشير لتواجد المسلمين في أجزاء من أمريكا، ومن بين هذه الأدلة خرائط وآثار وأسماء عربية مثل مكة (اسم لقبيلة هندية)، ومنى وأحمد ومحمد اسماء لأشخاص والمرابطين مجموعه كانت تعيش سويا واضافة انه كانت هناك كثير من العادات والتقاليد التي تؤكّد وجود اتصال بين هنود أمريكا والمسلمين العرب. أيضًا ذكر (إفن سيرتيما) في كتابه انه قد جاء قبل كولومبس مسلمين وان هناك عددًا من الأدلة تؤكد وصول أفارقة إلى أمريكا. ولم يفت الباحث أن يستشهد بما كتبه المستشرق الإنجليزي دي لاسي بما أورد في كتابه “الفكر العربي ومكانه في تاريخ الغرب” حيث ذكر الرحلات التي قام بها المسلمون في عام 1312م، وهي روايات صحيحة مقارنة بما كان عند المسلمين في تلك الفترة من خبرة واسعة في الملاحة البحرية، وأكّد أنه لا يوجد شك من وصولهم في أمريكا قبل كولومبس. ثم تساءل الباحث حول اليوم الذي سيعود فيه هذا الاكتشاف إلى أصحابه .