نجية نميلي:
إنه لشرف عظيم أن يكون ضيف حوارنا المفتوح الدكتور:مسلك ميمون ..
فكل التراحيب و التحايا لا تعبر عن مدى سرورنا باستضافتك اليوم على صفحة رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب،
نتمنى أن تقضي معنا وقتا ممتعا سيدي.
س. بلكارح سعاد بلفقيه:
أهلا وسهلا وألف مرحبا بقامة لها وزنها في الساحة الأدبية..نتشرف بهذا اللقاء الكبير مع الأستاذ الوارف مسلك ميمون…
نجية نميلي:
من هو الدكتور مسلك ميمون سيدي ؟ في ايجاز
د.مسلك ميمون:
أهلا و سهلا، أستاذ البلاغة و النقد… قاص
لي أربع مجموعات قصصية، وأربعة كتب في النقد و بخاصّة نقد القصة ..
س. بلكارح سعاد بلفقيه:
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي الجليل لي شرف استفساركم عما يجلو لنا بعض الحقائق التي تتعلق بالقص القصير جدا..
أحيانا أستاذي يلتبس على القارئ الناقد تقييم نص بمكونات القصة القصيرة جدا،
بحيث يعيب على صاحبه تجاوز السطرين أو الثلات..بحجة الاختزال المكثف جدا والمكتنز..هل تعتبرون هذه الميزة “التكثيف المبالَغ فيه”مع إضمار شديد، سمة ضرورية في تأثيث نص قصصي قصير جدا؟
د.مسلك ميمون :
الأستاذة بلكارح سعاد ، صحيح أن هذا الفن الجميل يعتمد التكثيف اللغوي . و لكن إذا لم يكن القاص على بينة من فن البلاغة : من حذف ، و إضمار، و رمز ،و استعارة ، و كناية، و مجاز …فلا يستطيع الاتيان بنص مكثّف … بل لربّما يكتب نصاً يدخل في إطار ( المعميات ) قد لا يفهمه هو نفسه …و القصة القصيرة جدا لا تحدّ في سطرين أو ثلاثة .. فقد تكون في نصف ورقة و تعد (ق ق ج ) شريطة خلوها من اللّفظ الزّائد و كلّ ما كتب في النص له دلالة، و يخدم الفكرة في إطار من التّكثيف و التّلميح…
س. بلكارح سعاد بلفقيه:
وصلت الفكرة واتضحت جليا دكتور مسلك، شكرا بقدر قامتك أيها الكريم..
المصطفى سلام :
أهلا و سهلا أستاذنا الكريم ، لو تفضلتم ببيان العلاقة بين البلاغة و النقد كتخصصين.
د.مسلك ميمون:
الأستاذ مصطفى سلام ، العلاقة بين البلاغة و النقد علاقة تكاملية هامة فالناقد الذي لا يكون له إلمام بالبلاغة وضروبها يكون كذلك الطائر الذي ينقصه جناح، يحاول أن يطير و لكن لا يستطيع ….و لهذا كان الناقد الناجح في ميدان النقد الأدبي هو دائماً المتمكن من علم البلاغة .. المسألة مسألة نصوص و تحليلها ، و إبراز بنيتها و فنيتها … و هذا يتطلب دراية تامّة بعلم البلاغة ..
عبد الله الدرقاوي:
السلام عليكم لي الشرف أن أطرح أسئلتي على شخص مثلكم أستاذ ميمون كما لي كامل الاعتزاز أن أكون بين إخوتي القصاصين وعلى رأسهم الأستاذة نجوى.
سؤالي كالآتي:ما هو تقييمك للقصة القصيرة جدا وهل وجدت لها مكانا وسط الحقل الأدبي حاليا؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذ عبد الله الدرقاوي : القصة القصيرة جدا، فعلا وجدت لها مكانا ، بل ماذا أقول لقد كتبها الروائي و القاص و المسرحي و الشاعر …فهذا الاقبال على كتابتها دليل واضح لما لها من إغراء ….و لكن الإشكال عندي أن الكثير استسهلها لحجمها و قصرها .. و هي من أصعب أنواع الكتابة …و روادها لحد الأن و على صعيد الوطن العربي قلة قليلة أما ما يكتب في عامته فمجرد خواطر ، و شذرات و نثر فني….في الغالب الأعم لا صلة له بالق الق جداً …
الأديبة مريم الحسن:
قال الدكتور مسلك ميمون في حوار سابق معه: إن كاتب القصة القصيرة جداً إن لم يكن بليغاً ومتمكنا من ضروب البلاغة لايمكنه أن يأتي بالحدث في إيجاز بليغ فني وإن حاول ذلك مراراً ..ماذا يقول عن أغلب النصوص المنشورة والمشهور مبدعوها ..؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذة مريم الحسن ، شهرة القاص ليس معناها أنه يبدع في كل نص يكتبه …
أما عامل البلاغة فهو مفيد جدا كما أسلفنا لبناء نص مختزل و في إيجاز فني ….لأن الق الق جدا تتقاطع و الشعر من حيث اللغة اللماحة ..
ففي الق الق جدا ينبغي أن يجد المتلقي ما يقرأه بين السطور .. و القاص الذي لا يتوفق لكتابة لها معان بين السطور يكون بعيدا كل البعد عن الكتابة القصصية فهو إذا يكتب بلغة معيارية تقريرية ، و هي لغة مرفوضة فنيا و قصصيا …
نوار سالم:
السلام عليكم …… رمضان كريم دكتور ومشكور على موافقتك على الحوار حتى نتعلم منك طلاب البلاغة والنقد …. دكتوري سؤالي : كيف يمكنني أن أفرق بين القراءات النقدية لنص والتي قد تكون متضاربة وبين التأويلات التي لا تخدم النص !؟ وهل يحكم على أي ق.قج بالفشل إذا كانت مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية !؟ وهل التكثيف يقتضي كلمات قليلة ذات عمق دلالي !؟ وشكرا
د.مسلك ميمون :
الأستاذة نوار سالم : القراءات النقدية تختلف حقا و هذا دليل أن النص كتب بطريقة فنية تسمح بتعدد القراءات ..لأن النص الذي يخضع لقراءات نقدية متشابهة فمعنى ذلك أنه كتب بطريقة تقريرية و بلغة معيارية … و هو نص فاشل لأنه إخباري خطابي ..
بالنسبة للآليات في الكتابة فهي ضرورية و أساسية : قواعد النحو، و الصرف، و الإملاء ….فلا يجوز للقاص أن يكتفي بموهبته بل لا بد من صقلها من جهة ، و لا بد أن يهتم بأدواته فيتقنها …و منها اكتساب ثقافة بلاغية ..
نوار سالم:
مشكور دكتور على الإجابة ،ورمضان كريم والله أكرم .
سمير راك:
السلام عليكم رمضان كريم، سؤالي للدكتور هو كالتالي: لماذا تراجع الأدب المغربي المكتوب باللغة العربية أمام نظيره المؤلف بالفرنسية؟ وما هو موقفك من مسألة تشبث الكثير من الأدباء ومعهم النقاد بلغة معينة عوض اانفتاح على الدارجة و اللغات الأخرى ؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذ سمير : الأدب المغربي المكتوب بالعربية لم يتراجع أمام الأدب المكتوب بالفرنسية ، إنما المشكلة الأساس في القراءة ، نحن مع الأسف لا نطالع ، و لا نهتم بالمطالعة …لا لغلاء الكتاب ، و لكن و مع الأسف ، قد يُهدى لنا الكتاب مجانا من طرف صاحبه و لا نقرأه إلا نادراً …. فالمشكلة عندنا ــ و على صعيد الوطن العربي ــ مشكلة قراءة . أليس عاراً ، و أي عار .. أن القاص يعصر دماغه، و جيبة، و يضيق على أهله، و يصرف من وقته ،و صحته ..و يخرج بمجموعة قصصية ، تبقى تغبرّ في المكتبات ، أو توزع بالمجان على الأصدقاء ، الذين بدورهم ــ و في الغالب ــ لا يطالعونها …تلك هي المأساة!
أما مسألة الدارجة ..فشخصيا لا أفضلها في الكتابة القصصية …إلا في ما يتعلق بكلمات في الحوار ..تفرضها فكرة النص أمّا أن تكون القصة كلها مدرّجة .. فأعتقد أن هذا اختيار لا أحد له في نفسي مكانا ..
سمير راك:
اسمح لي دكتور بتعقيب بسيط، ظللنا طويلا بلد النقاد ومنذ زمن والمشارقة يتهموننا بنقص المخيلة، في اعتقادي مشكل الإبداع مشكل لغوي بالأساس، إنه مشكل مبنى وليس مشكل معنى، أقوى النصوص الأدبية المغربية هي نصوص بيوغرافية ومؤلفة بلغة مخالفة لما هو رائج في المشرق؛ ابن جلون،برادة، العروي،،شكري، زفزاف…
عبد الله الواحدي:
أرحب بالدكتور مسلك ميمون وأتمنى له مقاما فنيا رقميا طيبا بيننا، أما مداخلتي فهي : القصة القصيرة جدا قامتها طويلة، عدتها المكر الفني الذي يمتح من بلاغة الإمتاع وبلاغة الإقناع، وهذه العدة لا تتأتى للكثيرين، كما أنها فن المشاغبة والاستفزاز بامتياز، والقارئ الذي لا يمتلك آلية ملء فجوات النصوص ورصد توترها وفك مفارقاتها الساخرة لا يستطيع أن يساهم في التعاون النصي بتعبير إمبرطو إيكو…الملاحظ في نصوصكم القصصية عدم عنونتها مع سبق الإصرار واالترصد، هل وضعكم للنقط والأرقام استفزاز لهذا القارئ الذي أشرت إليه سابقا؟ وهل القراء المبدعون كثر لإكساب النصوص استمرارية في الحياة؟
د.مسلك ميمون:
بالنسبة لقصصي القصيرة جدا فعلا لا أضع لها عناوين ، فهذه العتبة أي ( العنوان ) خطيرة جداً . و خطورتها في كوننا لا نحسن وضع العنوان المناسب . فحين تضع عنوانا كالتالي : “جريمة و انتقام ” فهذا العنوان لخص القصة ، و أصبحت قبل القراءة تعلم أن جريمة ما وقعت و من يهمه الأمر انتقم لنفسه .. و ذك بالضبط ما تجده في النص .. الذي بسبب عنوانه الفاضح ، فقد متعته القرائية ….
لهذا كان اختياري ألا أضع عنوانا لنصي و أترك القارئ يستخلص العنوان الذي يراه و كأنني أدعوه بطريقة غير مباشرة لكي يشاركني كتابة النص …و في الحقيقة سعدت بهذا لأنني لاحظت أن القراء في المنتديات الالكترونية يأتون بعناوين ما كانت لتخطر لي على بال و هذا دليل أن النص فسح لهم مجال قراءات متعددة …كما فسح لخيالهم فضاءات أخرى أوسع و أرحب ..
و أعترف انني لا أجيد اختيار العناوين ، سميت ابني ( إسلام ) فتسببت له في مشاكل لا حصر لها.. لما تابع دراسته في الخارج …
محسن حزيران لفقيهي:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته، سعيد جدا أن أتقدم بسؤالي إليكم أستاذي: لقد صمدت الأجناس الأدبية الأولى و عمرت كثيرا كالرواية مثلا لأنها عايشت عالما “كلاسيكيا” إن جاز التعبير و يسير على مهل، لكن المشكل الحقيقي اليوم هو أن عالمنا أصبح سريع الوثيرة و التطور، فهل يمكن للقصة القصيرة جدا أن تواكب هذه السرعة و هذا التطور وأن تصمد وتعمر في ظل الإكراهات السالفة الذكر زيادة على الإكراهات الأخرى التي تفرضها العولمة؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذ محسن حزيران ، لربما الزمن الذي نعيشه و ما يتسم به من سرعة في كل شيء هو الذي حتم هذا النوع من السرد ،فضلا عن الكسل الذي ينتابنا في قراءة نصوص طويلة كالقصة و الرواية .. إذاً يبقى هذا الفن الحميل الق الق جداً أنسب أنواع السرد حاليا ، كما هي قصيدة الهايكو Haiku poems ..و لكل زمان ما يناسبه …
أمينة حسين :
السلام عليكم الأستاذ الفاضل الدكتور مسلك ميمون ، ورمضان مبارك مع الشكر الجزيل لقبول المحاورة الأدبية في رابطة القصة القصيرة جداً ….
في كتاب الصوت المنفرد يقول فرانك أوكونور:
“إنه على استعداد لقبول القول بأن عصر الشعر والمسرح قد انتهى، أكثر مما هو على استعداد لقبول القول بأن عصر الرواية والقصة القصيرة قد انتهى، لأن في نظره الرواية والقصة القصيرة تطوير جذري لقالب فني بدائي وجاء تطويره ليتفق مع الحياة الحديثة بكل جوانبها،. ولهذا فانه لا يرى مكانا لحلول أي بديل محلهما، اللهم إلا في حالة واحدة هي حدوث انهيار ثقافي عام، وسيادة الفوضى…”
هل توافقه هذا الرأي ؟ وهل ينطبق هذا على نمط مجتمعنا الثقافي العربي، وما مقصده بسيادة الفوضى؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذة أمينة حسين : ما قاله فرانك أوكنور عن القصةالقصيرة و الرواية فيه نصيب من الصحة فالرواية باقية لحد الأن و القصة القصيرة كذلك و إن وقع إضمار للشعر و المسرح إلى حد ما .. و لكن نستطيع أن نقول في ضوء ما نعيشه : المتلقي لم يعد له إقبال على المطولات إلا نسبة من المتلقين الذين لهم ولع بذلك، و لكن أرى أن المستقبل للسرد القصير … و كلامي لا يعني اندثار الأجناس الأخرى .. نحن نتحدث عن درجة الإقبال فقط ، و هي قابلة للتغيير ….
أمينة حسين:
شكرا جزيلا الأستاذ الدكتور مسلك ميمون على الإجابة . احترامي وتقديري.
الأديبة مريم الحسن:
دكتور، لقد تعددت الآراء حول فن الققج وضاع أغلب المبدعين في صياغتها مارأي حضرتك الفني فيها في كلمات موجزة ..؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذة مريم الحسين، القصة القصيرة جدا بإيجاز كما تطلبين: هي سرد في اختزال فني ، يحكي و لا يقول مباشرة ، و حكيه تلميح لا تصريح .
أو دعيني أقول لك قد تكتبين قصة قصيرة في خمس صفحات ..الق الق جدا تدعوك أن تكتبي نفس القصة في خمسة أسطر أو أقل دون المس بحوهر الفكرة . و هذا هو دور البلاغة في الفن القصصي القصير جدا ..
نزهة بلخير :
أهلا وسهلا بك دكتور مسلك ميمون، سعدنا بقدومك الميمون وحضورك المشرف ورمضان مبارك كريم.. لدي سؤالان دكتور، السؤال الأول هو كالتالي : هناك فئة من الناس لايستسيغون القصة القصيرة جدا بل اكثر من ذلك يعتبرونها دخيلة على الأدب العربي في حين نجد فئة اخرى تقبل على هذا الجنس الأدبي بنهم واهتمام مارأيكم في هذا الأمر؟ السؤال الثاني : مارأيكم في النصوص التي يكتنفها الغموض لدرجة يصعب معها الوقوف على رهان النص؟ تقبل جزيل شكري دكتور
د.مسلك ميمون:
الأستاذة نزهة بلخير : حقا اختلف الناس في هذا الفن بين مقبل عليه بلهفة و نافر لا يعتد به .. فدعيني أقول لك : إن المقبلين عليه الكثير منهم لم يعوا فلسفته الاختزالية و ما تتطلبه من وعي و ذكاء أثناء الكتابة فسقطوا في حمأة الاستسهال كما ذكرنا آنفا فاصبحنا نقرأ ( لخبطة ) و (معميات ) تحت عنوان (ق ق ج ) و ما هي بالقصة ، و مع ندرة النقد و قلة المتابعة ، و وجود تعليقات لا مسؤولة في الأندية الالكترونية ، و مسابقات يشرف عليها من هم في أمس الحاجة لمن يشرف عليهم أمام كل هذا أصبح المبدع المبتدئ يشعر بأنه وصل و قصته الأولى في المسابقة .. و هذا كله غلط في غلط و لن يجدي أبدا في بناء القاص المنشود
أما الذين لا يفضلون هذا النوع ، فلاشك حين يرون مثل هذا الغثاء (يطبل له و يزمر) و يصبح إبداعا فلاشك أن الأمر يصبح منفرا …ثم أنهم لم يبذلوا جهدا لمعرفة هذا الفن عند رواده
أما النصوص التي يكتنفها الغموض فتلك حكاية أخرى :
ــ فإما الغموض ناتج عن رمز ما، لا يعيه المتلقي ….
ــ و إما أن الغموض ناتج عن تراكيب بلاغية ، لا يفقهها المتلقي.
ــ و إما أن الغموض ناتج عن اضطراب في فكر القاص و لم يحسن التعبير .
ــ و إما أنه غموض من أجل الغموض.ليشهد له بالبراعة التي لا يستحقها
محمد العمراني:
مرحبا بكم سيدي مسلك ميمون و لنا كامل الشرف في استضافتكم هنا في الرابطة المغربية للقصة القصيرة جدا .. و منه شرف استفساركم عن عناصرها .. لدي تساؤلان :1 _ بماذا تنصحون الشباب الذي أغوته القصيرة جدا ؟؟ 2 _ بما أني مطالع لصفحتكم غواية السرد القصير و ما تنشرونه من مجموعات قصصية جديدة لكتاب في ربوع الوطن و غيره ، ألا تعتقدون أن ما ينشر لا يواكب بالنقد ؟ و كيف السبيل لمواكبة هذا الكم الهائل من المنشورات ؟؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذ محمد العمراني، (بماذا أنصح الشباب الذي أغوته الق الق جدا؟ ) و الله أنصحه أولا و أخيراً بالمطالعة و أقصد قراءة إنتاج الرواد في هذا المجال ، بل و يُنوع قراءته ، و لتكن قراءة متفحصة بمعنى: يقرأ و يسأل نفسه،عن البداية و كيف كانت؟ و النهاية
و كيف تأتت ؟ و كيف تعامل القاص مع الحوار، و الزمان ،و المكان ،و الشخصيات و كيف بنى القفلة ؟ ( أي الجملة الأخيرة ) إذاك تكون القراءة مثمرة و ذات فائدة
كما أدعو القاص المبتدئ أن يعنى بلغته و تطويرها و إغنائها و لا بأس من الاطلال على ضروب البلاغة ــ كما قلنا ــ فهي مفيدة جداً في هذا الفن فضلا عن تقوية الرّصيد النّحوي و الصّرفي و الإملائي ….
أمّا سؤالك عن النقد فتلك المعضلة الشائكة . نحن قوم لا نؤمن بالنّقد ، و من ينتقدنا أو ينتقد انتاجنا ..مباشرة نعلن عليه الحرب و لا يهم هل هو صادق ،و واقعي، و موضوعي… أو غير ذلك ..
فالكلّ يريد النّفاق و الكذب ، و المجاملة الخادعة التي على حد تعبير الإخوة في مصر ( لاتودي و لا تجيب )…
و شخصياً عانيت في مجال النقد ما لا يعلمه إلا الله…الرجل يبعث لك بمجموعته لتضع لها مقدمة ، تطلع عليها تجدها مجرد خواطر مجنحة ، تنصحه أن يعيد النظر في بعض نصوصها إن لم أقل كلها يغضب و ينفعل و يقيم الدنيا و لا يقعدها .. و تبدأ المعاداة إلى يوم الدين هكذا مع الأسف يُفهم النّقد عندنا . علماً أنني من جهتي أختار الكلمات اللطيفة، الهادئة المختارة ، المقنعة ….. و لكن لا جدوى: ( أذكرني بخير ــ رغم أنني لا أستحق ــ و إلا عدواة الأبد ….)
محسن حزيران لفقيهي:
لي سؤال أخير لو سمحتم , أريد أن أسأل الدكتور مسلك ميمون : كيف يكون الناقد ناقدا؟
وشكرا لكم
د.مسلك ميمون:
الأستاذ محسن حزيران ، نحن ــ و على صعيدالوطن العربي ـ نفتقد النقاد و النقد الجاد ثم لا نملك كمثقفين ثقافة النقد التي تستوجب الحوار .. أما كيف يكون الناقد ناقدا ..
1 ـ لا بد من الموهبة النقدية .
2 ـ لا بد من امتلاك ثقافة النقد من خلال التعرف على المدارس النقدية العربية و الغربية قدر الامكان .
3 ـ الاطلاع الموسع على الدراسات النقدية لكبار النقاد .
4 ــ التمكن اللغوي، و الأسلبة ،و ضروب البلاغة و آليات المتابعة …
5 ـ اتقان بعض اللغات الأجنبية للتمكن من معرفة ما يجري في الضفة الأخرى……..
محسن حزيران لفقيهي:
لك مني كل الشكر, الدكتور مسلك ميمون.
حسن قرى:
مرحبا بأستاذي مسلك، ما الأهم في الققج، الحدث أم الشخصية؟ أم أن الشحصية لابد لها من التواجد في أي نص ققجي؟ أم قد يكون الحدث هو سدى النص ومغزله؟
د.مسلك ميمون:
الأستاذ حسن قرى ، الشخصية لا بدمنها في النص فهي صانعة الحدث لا يعقل أن يكون هناك نص بدون شخصية ، إنما لا تكون دائما الشخصية ( إنسانا ) فقد تكون حيوانا أو جمادا أو عنصرا من عناصر الطبيعة ….أما من الأهم ؟
ففكرة النص تتحكم في مسألة الأهمية ، فإن كانت الفكرة تولي الاهتمام كل الاهتمام لما حدث فهنا يكون الحدث صاحب الأهمية . و لكن إذا كانت الفكرة تهتم بالفاعل لا بالحدث في حد ذاته ، فهنا تبرز أهمية الشخصية …..
نجية نميلي:
بفيض من الحب والتقدير ، أشكرك سيدي جزيل الشكر على سعة صدرك ، رغم أنه أول يوم في رمضان ،ورغم التعب كنتَ متواضعا ، قريبا من القلوب متفهما ، رويت عطش أعضاء الرابطة في النهل من معين علمك ، جزاك الله عنا كل خير شكرا وألف شكر.
نزهة بنادي:
كان لقاء ممتعا اتضحت لي شخصيا من خلاله عدد من الأمور عن هذا الفن الذي أعشقه …تحياتي لكم جميعا وعلى رأس الجميع الأستاذة العزيزة نجوى، وأكيد الشكر موصول للدكتور مسلك.
سمير راك:
أشكر الدكتور مسلك ميمون على سعة صدره، وأعبر له عن تقديري الكبير، شخصيا لأول مرة أشارك وأساهم داخل الصفحة، وذلك بعد معرفتي باسم الضيف، وأيضا بقيمته واسهاماته الأدبية، وأعترف أني كنت ومنذ صغري معجبا ببرنامجه الأدبي بإذاعة أكادير الجهوية يوم الإثنين في أواسط تسعينيات القرن الماضي، أشكر أيضا مشرفي الصفحة على دعوتهم للدكتور وإتاحة الفرصة لنا لمحاورته.
محمد العمراني:
أستاذنا الفاضل سيدي مسلك ميمون : أتقدم إليكم بجزيل الشكر باسمي و باسم كل أعضاء الرابطة ..و نرجو لكم دوام الإبداع و المواكبة النقدية الجادة .. استفدنا كثيرا هنا من محاورتكم .. فاغترفنا من منهلكم و استمتعنا بردودكم القيمة .. الكلمات لن توفيكم حقكم .. فأجركم على الله ..و بهذه المناسبة نتقدم لكم بأحر التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك .. وفقكم الله و كل عام وأنتم بألف خير ..
عبد المجيد التباع:
حوار ماتع ومفيد مع ناقد وأديب ذي علم أدبي غزير ودراية واسعة بالسرد القصير
شكرا للأستاذ مسلك ميمون وكل التقدير لتجاوبه الجميل والراقي
شكرا لكل الإخوة المشاركين الذين أثرو الحوار بأسئلتهم الهادفة والوجيهة.
_________________
أجري الحوار يومه الأحد 2014/06/29على الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت المملكة المغربية .
د مسلك ميمون
غواية السرد القصير
https://www.facebook.com/Ghiwayatsardalkasyr?ref=hl
غواية الشعر
https://www.facebook.com/ghiwayatchir?ref=hl