كتب د نديم مقدي عن أمّه الحاجة نهاد ( أم طارق ) :
” الحاجة أم طارق، أمّي العزيزة، صاحبة ابتسامة بحجم السّماء. أمّي … التي ربّتني وعلّمتني معنى العطاء. قضت حياتها بقطف الزّعتر وبيعه من جبال فلسطين الشّامخة، لتأمين لقمة عيش لأطفالها الصّغار بعد وفاة زوجها، واعتقال ابنائها الكبار من قبل قوات الاحتلال الغاشمة . لأمّي العزيزة ، ولأمّهات فلسطين، ألف تحية إجلال وإكبار “
فكانت هذه السّجعية: سجعية الحاجة نهاد.
أيُّها القلبُ النَّابضُ منْ عُمْقِ التُّربةِ و جُذورِ الزَّعْترِ./ يا نفحَ الطِّيبِ و زنابقَ كلِّ البَراري ونَسيمَنا المُعطَّرِ./ يا كلَّ هاتيكَ الأماني، وأحْلامَنا التي شَعَّتْ بِكلِّ مُنوَّرِ./
القَولُ فيكِ رُوّاءٌ.كانْتشاءِ الشِّعرِ في تَرجيعهِ المُحَبَّرِ./ القولُ فيكِ يُنعشُ الرُّوحَ و يُثيرُعِزَّةَ العَزيزِ المُبَشَّرِ./ القولُ فيكِ يَرِقُّ و يَحلو كَأنَّهُ رَشْفةٌ مِنْ ذَياكَ الكَوثرِ./
في بَحرِ بَسماتكِ تُبْحرُ الأمَاني رَسماً لِقَدَرِنا المُقدَّرِ./ تَبثُّ الأمَلَ وَعْداً في غدٍ طالَما رَأيناهُ في بُعدٍ مُبَعْثرِ./ و تعيدُ بَهْجةَ الأمْسِ الذي ولَّى و تُجْبِرُ كلَّ مُكَسَّرِ./
بَسماتكِ حقُّ اليَقينِ تُورقُ و تُثمرُ كَزيتونِنا المُؤبَّرِ./ بَسماتكِ الواعدَة من دبكة دلعونة و شدْونا المُجَذَّرِ./ بَسماتك شذَى بُرتقالِ وأنفاسِ سَرو في عُلوٍ مُبَخْترِ./
بَسماتكِ تَرجيعُ حَسّونِ الخليلِ و بشر اليوم المسطر./ بَسماتكِ أبقى و أمعنُ وأنْصرُ منْ كلِّ نَصْرٍ مُؤزَّرِ./
حفظكَ اللهُ ما حفظَ بهِ الذِّكرَ منْ كلِّ مُتربِّصٍ مُؤَجَّرِ./ فحِفظهُ تَعالى وجاءٌ ضدَّ كلِّ أذَى و ضدَّ كلِّ مُدبَّرِ./ فأنتِ فِلسطينُ أمُّ الرِّجالِ ورَوابي الزَّنْبقاتِ وَ الزَّعْترِ./