قصيدة في يوم القرآن الكريم لموسم2019 للشاعر الإسلامي د حسن الأمراني


الحافظـــات / أو

مكـــــــــابــدات رابــــعـــة

كشف الغــطــاءُ ونُـشِّـرتْ صُـحُـــفُ **** ما فــوقهـا إلا و معْــتــــرفُ

فانـظرْ إلى النجْـــدينِ أيّهـــــــــــمــا **** أهدى، بيوم قيل فيـه: قفـــــوا..

وعُـطَـيــلُ… في أثْـوابـه غضـــبٌ؟ **** أم ديدمـونةُ غالهـا الأســـــــفُ؟

وأنـا بمـاءِ القلـبِ منْـتَـجـــــــــي **** لا كُـــــحْــــلَ يُصيبيـني ولا هَـيَفُ

لا، لـن تقُــصُّ الريــح أجنحـتــي **** فجنـاحُ قلبـي وارفٌ أنِـــــــــــــفُ

والشيـبُ ليس بمـانـعي هـــــدفاً **** ترتيـلُ ناسكــــة هــو الهـــــــدفُ

أسّسْـــتُ بالكلمــات مملــكـــــــــــــةً**** مــن دونهـا التيـجــــانُ تنقصــفُ

لكـــنّني بايــــعـــــتُ حافـــظـــــــــةً **** مــــن نورهـا الأقمـار تنكسفُ

هـي وردة أسْرت بهـا سُفُـــــــــــــــنٌ **** لا الجـنّ تحمـها ولا العــُزُف

والذكْرُ سـاقَ العـرشَ من سبــــــــــإ **** فالـصّـرْحُ ثوبَ الشـكْـر يلتحـف

يـا وردةً في الغيـب مُــكْرمــــــــــــةً **** ليست بغير الحبّ تُقتطـفُ

كـادـت تبـايعهـا وقد صدحــــــــــتْ **** بــ (النجْـمِ) في أرحامها النُّـطَـفُ

ليــسَ التُّـقى خـوصاً ودروشـــــــةً **** تقــواكَ قلْبٌ خيفَـةً يجــــــــفُ

والقلبُ إن تغْـربْ غواربـــــــــهُ **** لم تُــــغْـــنِ لا سُـــــــــــــرُجٌ ولا تُحَـفُ

كـمْ كابدتْ أشواقَ رابِــــعــةٍ **** والشوقُ تهْــــوي دونــــــهُ السُّــــــــجُفُ

إن حاصروا بالـنّـار خيمتهــــا **** فالـذكْـــر غيْـمٌ منــــــــــــــه يُغْــــــترفُ

هي ديـمةٌ ترعـى أناملُهــــــــا **** بستـانَ من ركعــــــوا ومن عكَــــــفوا

بستـانَ تــورٍ روضهُ دمِــــــثٌ **** أضحــــتْ بـــــــــــه الأرواح تأتلــــــف

ويمـامةُ صدحت فكان لهـــا **** من دوحـة القــرآنِ مُرتشَــــــــــــــــفُ

سجعـتْ كمزمارٍ لـه نســبٌ **** في آل داودٍ، فمـــــــــن يصـــــــــف؟

إن قيـل لحن الطير ما وصفـوا **** أو قيـل همس الفجر ما عـــرفــــــــوا

سبحان من بالذكرألبسهـــــــــــا **** تاجـاً به نجم السُّهـا كَـلِــــــــــــــفُ

ألقتْ إليهـا الغيــدُ أسْـــــــورةً **** أيساور المرجـانةَ الــــــــــــــصّدفُ؟

تيهـي على الدنيا..ويخطــئ مــن **** ظـنّ الحياةَ قِـوامها التّـــــــــــــرفُ

نصـبوا لنـوركِ من مهـابتـــــــه **** عُرْســاً له الأفلاكُ تنْــصـــــــــرفُ

عرسـاً بساق العرش أحرفُــــــــهُ **** كُـتِــــبَـتْ ومِــن ريّـاهُ يُرتَـشَـف

النايُ يشكـو الرّيــحَ إن عصفـــتْ **** يغــــــــدو المريــدُ وريــدهُ نــزَفُ

ويقـــــــــول: هل سفكتْ يدي دمَـه **** أم أنّـــه للحـبّ مُـقــتــــــــــــرِف؟

فيقـول عبد الله في وجـــــــــــــل: **** بل في سبيــــــــل الله ما ذرفـــوا

ولقد أعــدّوا إن هـمُ سجــــــــــدوا **** عينـــاً تسِــحُّ، ومهجـــةً تجــــــــفُ

جــفّـــتْ دوالــي العُـمْـــر فاسقِ بها **** كأساً يكونُ مـزاجَـها: “عرفــوا”

عرفـــوا فلم تهـدأ جنُـــــــوبهــــــمُ **** والدّمْـعُ من زفراتـهم يكـــــــــف

الحافظات نسجْـنَ درْع هُــــــــدًى **** وكُـســِــيـنَ من خـلُـقٍ هـو النصَـفُ

والحـافظات ُ قلـوبهنّ فــــــــــــمٌ **** من بــرقـه الأبصـارُ تنخطـــــــــفُ

لو فــتّـحتْ للـشمسِ أذْرُعَـهــــا **** لأتتْ تبـايعــُها وتـزدلـــــــــــــــــفُ

يــا أهلَ طـيـبَةَ مسّنا شَـــــــغفٌ **** مـا مثلُه بين الـورى شَغَـــــــــــــفُ

وعلى خطـا كعبٍ وبُـردتـــــــهِ **** فعساه يَعْـزِفُ مثلمـا عزفــــــــــــوا

لا تحْسَبـوا بـرقـاً سيصرفـــنا **** عنكـم فمـا للقلـــب منصــــــــــرفُ

قالوا: لقـدْ أسرفتَ، ويحكـــــمُ **** هل في غرامِ محمّـدٍ سَــــــــــــرَفُ؟

الأرض عاشقـةٌ بمقْـدمــــــــه **** والكون منـه روضـةٌ أنُـــــــــــــــــفُ

(ولوَ انّمـا في الأرض من شجـرٍ) **** معْــراجُ سـارٍ ليس ينحـــــــــــــرفُ

أفـدي نعـال الشّـوق تُبْلِــــــغني **** أرضا بهـــا العُشّاقُ قـد شــــــرُفــــوا

كم جــرّحتني النّـائباتُ، وكـــم **** عصفتْ بجذْعي صرصرٌ قُـصُــــــــفُ

لـمْ أدر حيـن نَشَرتُ أشرعتـي**** أيسير بي التيّـارُ أم يقـــــــــــــــــــفُ؟

لكــنّ نـور الذكْـر أرشــــدني**** إنْ في طريـقي عصبـــةٌ وقَـفُـــــــــــوا

هل يستـوي من كان معدنـــهُ **** ذهـباً، ومن في حشـوه الحشـــــــفُ؟

يـا وردةَ الـقــرآنِ، خـاشعــةً **** رتّـلْـتِ هـوداً، فاستـوتْ غُــــــــــــــرَفُ

من يغشهـا يظفـرْ بحاجتـــه**** رُفِـع اليـراعُ،وجَـفّـتِ الصُّــــــــحُـــفُ

وكتبها حسن الأمراني بالدار البيضاء، وجدة، في ذي القعدة 1440 / يوليوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.