الحافظـــات / أو
مكـــــــــابــدات رابــــعـــة
كشف الغــطــاءُ ونُـشِّـرتْ صُـحُـــفُ **** ما فــوقهـا إلا و معْــتــــرفُ
فانـظرْ إلى النجْـــدينِ أيّهـــــــــــمــا **** أهدى، بيوم قيل فيـه: قفـــــوا..
وعُـطَـيــلُ… في أثْـوابـه غضـــبٌ؟ **** أم ديدمـونةُ غالهـا الأســـــــفُ؟
وأنـا بمـاءِ القلـبِ منْـتَـجـــــــــي **** لا كُـــــحْــــلَ يُصيبيـني ولا هَـيَفُ
لا، لـن تقُــصُّ الريــح أجنحـتــي **** فجنـاحُ قلبـي وارفٌ أنِـــــــــــــفُ
والشيـبُ ليس بمـانـعي هـــــدفاً **** ترتيـلُ ناسكــــة هــو الهـــــــدفُ
أسّسْـــتُ بالكلمــات مملــكـــــــــــــةً**** مــن دونهـا التيـجــــانُ تنقصــفُ
لكـــنّني بايــــعـــــتُ حافـــظـــــــــةً **** مــــن نورهـا الأقمـار تنكسفُ
هـي وردة أسْرت بهـا سُفُـــــــــــــــنٌ **** لا الجـنّ تحمـها ولا العــُزُف
والذكْرُ سـاقَ العـرشَ من سبــــــــــإ **** فالـصّـرْحُ ثوبَ الشـكْـر يلتحـف
يـا وردةً في الغيـب مُــكْرمــــــــــــةً **** ليست بغير الحبّ تُقتطـفُ
كـادـت تبـايعهـا وقد صدحــــــــــتْ **** بــ (النجْـمِ) في أرحامها النُّـطَـفُ
ليــسَ التُّـقى خـوصاً ودروشـــــــةً **** تقــواكَ قلْبٌ خيفَـةً يجــــــــفُ
والقلبُ إن تغْـربْ غواربـــــــــهُ **** لم تُــــغْـــنِ لا سُـــــــــــــرُجٌ ولا تُحَـفُ
كـمْ كابدتْ أشواقَ رابِــــعــةٍ **** والشوقُ تهْــــوي دونــــــهُ السُّــــــــجُفُ
إن حاصروا بالـنّـار خيمتهــــا **** فالـذكْـــر غيْـمٌ منــــــــــــــه يُغْــــــترفُ
هي ديـمةٌ ترعـى أناملُهــــــــا **** بستـانَ من ركعــــــوا ومن عكَــــــفوا
بستـانَ تــورٍ روضهُ دمِــــــثٌ **** أضحــــتْ بـــــــــــه الأرواح تأتلــــــف
ويمـامةُ صدحت فكان لهـــا **** من دوحـة القــرآنِ مُرتشَــــــــــــــــفُ
سجعـتْ كمزمارٍ لـه نســبٌ **** في آل داودٍ، فمـــــــــن يصـــــــــف؟
إن قيـل لحن الطير ما وصفـوا **** أو قيـل همس الفجر ما عـــرفــــــــوا
سبحان من بالذكرألبسهـــــــــــا **** تاجـاً به نجم السُّهـا كَـلِــــــــــــــفُ
ألقتْ إليهـا الغيــدُ أسْـــــــورةً **** أيساور المرجـانةَ الــــــــــــــصّدفُ؟
تيهـي على الدنيا..ويخطــئ مــن **** ظـنّ الحياةَ قِـوامها التّـــــــــــــرفُ
نصـبوا لنـوركِ من مهـابتـــــــه **** عُرْســاً له الأفلاكُ تنْــصـــــــــرفُ
عرسـاً بساق العرش أحرفُــــــــهُ **** كُـتِــــبَـتْ ومِــن ريّـاهُ يُرتَـشَـف
النايُ يشكـو الرّيــحَ إن عصفـــتْ **** يغــــــــدو المريــدُ وريــدهُ نــزَفُ
ويقـــــــــول: هل سفكتْ يدي دمَـه **** أم أنّـــه للحـبّ مُـقــتــــــــــــرِف؟
فيقـول عبد الله في وجـــــــــــــل: **** بل في سبيــــــــل الله ما ذرفـــوا
ولقد أعــدّوا إن هـمُ سجــــــــــدوا **** عينـــاً تسِــحُّ، ومهجـــةً تجــــــــفُ
جــفّـــتْ دوالــي العُـمْـــر فاسقِ بها **** كأساً يكونُ مـزاجَـها: “عرفــوا”
عرفـــوا فلم تهـدأ جنُـــــــوبهــــــمُ **** والدّمْـعُ من زفراتـهم يكـــــــــف
الحافظات نسجْـنَ درْع هُــــــــدًى **** وكُـســِــيـنَ من خـلُـقٍ هـو النصَـفُ
والحـافظات ُ قلـوبهنّ فــــــــــــمٌ **** من بــرقـه الأبصـارُ تنخطـــــــــفُ
لو فــتّـحتْ للـشمسِ أذْرُعَـهــــا **** لأتتْ تبـايعــُها وتـزدلـــــــــــــــــفُ
يــا أهلَ طـيـبَةَ مسّنا شَـــــــغفٌ **** مـا مثلُه بين الـورى شَغَـــــــــــــفُ
وعلى خطـا كعبٍ وبُـردتـــــــهِ **** فعساه يَعْـزِفُ مثلمـا عزفــــــــــــوا
لا تحْسَبـوا بـرقـاً سيصرفـــنا **** عنكـم فمـا للقلـــب منصــــــــــرفُ
قالوا: لقـدْ أسرفتَ، ويحكـــــمُ **** هل في غرامِ محمّـدٍ سَــــــــــــرَفُ؟
الأرض عاشقـةٌ بمقْـدمــــــــه **** والكون منـه روضـةٌ أنُـــــــــــــــــفُ
(ولوَ انّمـا في الأرض من شجـرٍ) **** معْــراجُ سـارٍ ليس ينحـــــــــــــرفُ
أفـدي نعـال الشّـوق تُبْلِــــــغني **** أرضا بهـــا العُشّاقُ قـد شــــــرُفــــوا
كم جــرّحتني النّـائباتُ، وكـــم **** عصفتْ بجذْعي صرصرٌ قُـصُــــــــفُ
لـمْ أدر حيـن نَشَرتُ أشرعتـي**** أيسير بي التيّـارُ أم يقـــــــــــــــــــفُ؟
لكــنّ نـور الذكْـر أرشــــدني**** إنْ في طريـقي عصبـــةٌ وقَـفُـــــــــــوا
هل يستـوي من كان معدنـــهُ **** ذهـباً، ومن في حشـوه الحشـــــــفُ؟
يـا وردةَ الـقــرآنِ، خـاشعــةً **** رتّـلْـتِ هـوداً، فاستـوتْ غُــــــــــــــرَفُ
من يغشهـا يظفـرْ بحاجتـــه**** رُفِـع اليـراعُ،وجَـفّـتِ الصُّــــــــحُـــفُ
وكتبها حسن الأمراني بالدار البيضاء، وجدة، في ذي القعدة 1440 / يوليوز