كتبت الأستاذة المربية الشاعرة أمينة مريني :
“بعد أن أوجعنا أحد المديرين بقوله:”التعليم والمعلم هما الحيط القصير ،فوالله الذي لايطبق مذكرة الوزير لاكتبن به وليحاكمن”كلام مستفز أثخن القلوب جراحا، ….بعد هذا وصلتني رسالة من تلميذة درستها منذ اثنتين وعشرين سنة، تقيم في فرنسا، وتعمل مهندسة معلوميات وتحمل ماستر في التدبير المالي، تقول:لم انسك ابدا يا استاذتي…مازلت تشغلين بالي، لقد قومت لساني وعلمتني كيف اعبر ووجهت عقلي،، حتى بما لا يقدر عليه علم الرياضيات…فمن علمني حرفاكنت له عبدا…لقدبحثت عنك ، وبعد تعب وصلت الى هاتفك. هل تذكرينني..؟ ثم ارسلت الي صورتها..
لقد نزلت هذه الرسالة على روحي بردا فرممت بعض انكساراته…فتحية الى كل تلاميذي القدامى الاوفياء الذين مازالوا يتصلون ويسألون ، والذين مازالوا ينادونني، أمي، وتحية الى كل تلك الاجيال المضيئة منهم ومن الاساتذة والمفتشين والمربين والمديرين الذين عشنا معهم ايام العز والتي مازالت سندنا ومصباحنا في هذا الواقع التربوي الحالك… الذي لا يزداد الا رداءة..رحم الله منهم من قضى، ووفق من بقي الى مافيه خير الامة.
سجعية الزّمن الجميل:
ياه! تحدثينا عنْ ماضٍ منَ الزَّمانِ./ يومَ كانَ الخيرُ خيراً والحياةُ في أمانِ/ والفضلُ فضلٌ كأنَّهُ نبضُ كلِّ إنسانِ./ و البَسمة إنْ أشرقتْ شقائقُ النّعمانِ./ و الأخْلاقُ تَسري كَعبيرِ وردٍ رَيَّانِ./ و الحَياءُ و اللُّطفُ هَرمونية ألحَانِ./ و الصَّفاءُ و الوَفاءُ كأنّهما تَوأمانِ./
ياه! ذاكَ زمانٌ لمْ يعدْ في الحُسبانِ./ تولَّى و انْقَضى إلاّ ما في الأذْهانِ./ كَبحرٍ تَصحَّرَ فلا مَوجاتٍ للشُّطآنِ./ كَروضٍ جفَّ منْ خُضرةٍ وأقْحوانِ./ كَترجيعِ طيرٍ غادرَ أسَفاً كلَّ الأفنانِ./ كحبٍّ كانَ
فتَلاشى في لَيلِ النِّسيانِ./ كَأمنيةٍ كنورٍ خَبا بعدَ توقّدِ وافْتتانِ./
ياه!آمينة القلبِ و شاعرةَ الوٍجدانٍ./ كمْ أثرتِ
منْ إحْساساتٍ و إحْسانِ./ ليتَ الذي كانَ يعودُ كحلمِ يَقظانِ./ ليتَ الزّمانَ
يعيدُ نَفسهُ بكلِّ اتْقانِ./ فنَستعيدُ الحياةَ بِرَونَقٍ واطْمئنانِ./ ذاكَ زمانٌ
مَضى بِنضارةِ الألْوانِ./ وهذا زمانٌ أختاهُ لا كَكِّلِّ الأزمانِ./