تاج الأرض “كورونا” ..
لا وداع لا صلاة ولا ورود فوق صناديق الدّفن /
ألم تُوصِكم الأرض بعدم استراق النظر وهي تغير جلدها!!!!/
لم تستحوا من حدائق البرتقال وهي تصبغ نهودها بالبرتقاليّ القاتم /
ولا من البحر وهو يتفل ملحه الزائد /
تقطفون الأزهار قبل البلوغ /
و تصنعون من حليب الحيوانات الصّغيرة عصيرا لتقويةِ رغباتكم الجنسيّة/
أعشاشُ العصافير مُضغةٌ في رحم الأشجار التي تحرقون في مدافئكم/
مدافنكم.. الآن سيتنهّد النّهر بأعلى صوت ، سيعلَّمُ أبناءه عدَّ حجارة القاع /
سيأتي اللّيل وحيدا والنهار وحيدا يُقبّلان بعضهما لأول مرّة بدون استحياء/
ستدور الأشجار في مكانها /
وتنفث الخزامى عطرها بقوّة أكبر /
تنزل العصافير من أسلاك مرتفعة التيّار إلى أسلاك ملابس الغسيل /
تعانق النوارس بعضها كدرويش محلّقٍ /
ستتجمَّلُ الصّباحاتُ في مرايانا تقفل باب الشمس بقوّة وترحل /
البَدرُ المُشِعُّ درهمٌ يسمح للسماء بولوج متحف الشّمع حيث نقف جميعا في خلوتنا ندفع عربات التّسوق كأقفاصٍ /
أطفالُ المخيمات صنعوا طائرة ورقٍ، امتد الخيط من أياديهم لتحطّ الطائرة خِياما أمام المستشفياتنا المكتظّة /
دفنوا جُثةً بأرضهم نبتت سنابلَ جثتٍ بأرضِنا /أشعلوا تنورا انعكسَ ظله بأرضِنا مِحرقة …/
تنهدوا وسط أفواهنا بغرفِ الإنعاشِ /
أخبروا الله بكل شيء وناموا …/
ألم توصكم الأرض بمنحها شيء من الوقت
لتقرر ارتبتطها بالموت ؟/