هذه القصيدة التي شاركتُ بها في اليوم الثالث في المهرجان الدوْلي
الثالث ليوم الأرض الذي تُحييهِ عن بُعد” بسبب الكورونا” رابطة المبدعين
العرب في العشرين وحتى الرابع والعشرين من نيسان عام 2020.
يومُ الأرض
يا أرضُ عيناكِ إيقاعُ النوى التعِبِ
وخفقةُ القلبِ منْ حيفا إلى النقَبِ
أنتِ اجتراحُ الهوى في الصدرِ مُذْ غرُبتْ
أيّامُنا البيضُ في ليلٍ بلا شُهُبِ
وكنتِ أنتِ شغافَ القلبِ وارتسَمتْ
على الشفاهِ ابتساماتُ الهوى اللّجِبِ
يا صيحةَ الأمسِ هل تشكو ملامحنُا
بُعداً وأنتِ الجوى والنبضُ في العَصَبِ؟
ما أنتِ إلاّ الجراحُ الخُضرُ نازفةً
بين الضلوعِ وفوقَ الربْعِ ..كالسُحُبِ
وأنتِ حُلمُ المدى ..حلمُ الإيابِ بنا
وأنتِ صُبحُ الصدى والرجْعِ والحَسَبِ
فبعضُ عِطرِكِ فيْضُ الوجدِ مُشتمِلاً
لونَ الروابي …وأرجَ الزهرِ والقصَبِ
فمن أريجِ نَدى القُندولِ قد عبقَتْ
مفاتنُ النخل والليمونِ…والخُطَبِ
ومن جراحِ الزمانِ المرّ تنزفُها
“قانا” و “سَخنينُ” بينَ “المَلّ”…والغضَبِ
ومنْ رحيلِ المغاني البيضِ حاملةً
قهرَ السنينَ ..وليلِ البردِ..والتعَبِ
ومن عيونِكِ بانَ الشوقُ في دَمِنا
جمراً يُداني حِمَى الرمضاءِ باللهَبِ
فَصَيْحةُ الأرضِ عنوانُ الإباء بِنا
وليسَ إلاّكِ من فجرٍ لِمُرْتَقِبِ
هذي فِلسطينُ عندَ البحرِ تَسكنها
آمالُ شعبي وما بانَتْ على النُّوَبِ
هذي فلسطينُ لا المحتلُّ غيّرَها
ولا المَغاني بها مَالت عن النسَبِ
هذا الجليلُ وسامُ المجدِ كرمِلُهُ
وحلمُ شعبي بليلِ القهر والسغبِ
فكيف تنأى بنا الأياّمُ حالكةً
وكيفَ نسلو أمانينا على الحِقَبِ؟
يشتاقُنا الأفقُ والزيتونُ حينَ يرى
في قربِهِ البعْدَ مَصلوباً على الخَشَبِ
وتستبيحُ هنا الأيّامُ ما سَلَفتْ
من ذكرياتٍ ومنْ موتٍ ومنْ نَصَبِ
ويستفيقُ بها قهرٌ ويوجِعُها
صمتٌ….ويبكي بها الزيتونُ من وَصَبِ
نرتادُ كلَّ البقاعِ السودِ تَعرُكنا
فيها الحياةُ ..وظِلُّ الناسِ في الكُرَبِ
فلا نصيرٌ وكلٌّ بثّ أحجيةً
يتلو مداها حِكاياتِ الهوى الطَّرِبِ
سبعونَ مرّتْ وما شابَ الهوى وَبِها
تحلو الليالي… هنا في صدرِها التّرِبِ
فأنتِ في القلبِ قلبٌ خافِقٌ وَبهِ
آمالُنا الخُضرُ تسري في دَمِ العَرَبِ