الأدب النّسائي في المشهد الثّقافي العربي وسؤال الأدبية
بقلم/زهور كرام
الأدب تعبير إنساني. هذا منطلق موضوعي، تحتمه المعرفة الأدبية التي تستمد شرعيتها من منطقها الداخلي المحدد لأدبيتها. ولهذا، إما أن يكون الأدب أدبا، أو ألا يكون كذلك. و مهما حاولنا دعم الأدب بشروط خارجة عن منطقه التكويني-المعرفي، واعتمدنا سياقات خارج-نصية، فإن جوهر أدبيته لا يتحقق إلا من قانونه الداخلي. أما العناصر الأخرى ، سياسية واجتماعية ونفسية وذاتية فإنها عبارة عن عناصر تدعم الحالة التي يكون عليها المبدع زمن الكتابة. وهذا دليل على أن العناصر الخارجة عن منطقه، قد تسمح باستهلاكه، وخلق شروط تواصل القراء معه، ولكن لن تخلق أدبيته.
تجعلنا هذه القناعة المعرفية- الأدبية نلغي إمكانية الحديث عن التمييز بين أدب ذكوري وآخر نسائي، من حيث كون النوع أو الجنس لا يمكن أن يحسم في أدبية الأدب.
لكن، بما أن المشهد الثقافي يعرف منذ عقود كثيرة هذا النقاش- وما يزال خاصة في تجارب عربية ما تزال تنظر للمسألة خارج نظرية الأدب – بين ما يقال عنه أدب ذكوري وآخر نسائي، فإن الأمر يتطلب وقفة موضوعية نقدية عند حيثيات هذا التعبير» الكتابة النسائية»، والأسباب الثقافية وراء ظهور المصطلح، وبالتالي وضعه الاعتباري الدلالي. ذلك، لأننا لا يمكن أن نلغي من النقاش المعرفي ما يتجدد من تعبيرات ومصطلحات حول العملية الإبداعية، و لأن نشاط هذه التعبيرات يؤشر على طبيعة التحولات في عملية إدراك تحقق النص باعتباره حالة أدبية. وضع يُعتبر – في حد ذاته- مهما، لأنه يفتت رتابة ذاكرة القراءة.
الكتابة النسائية، الأدب النسائي، أدب المرأة، كلها تعبيرات باتت تشكل مرجعية للقراءة، والاقتراب من المنجز الأدبي الذي تنتجه المرأة-الكاتبة. لذا، لا ينبغي تجاهلها في الدرس النقدي الأدبي. إنما السؤال الواجب طرحه في هذا المجال ، هو كيف يتم التعامل معها؟ وهل الوعي بها يتم من خلال نظرية الأدب؟ وهل الأسبقية في إدراك هذه التعبيرات والمصطلحات الأدب أم المرأة؟ ثم هل هي تعبيرات ذات منطلقات نصية، أي أن السياق النصي هو الذي أفرزها؟ أم منطلقها التأسيسي يخص سياقات خارج-أدبية؟ وهل النظر إليها يتم وفق الدرس النقدي، أم من خلال محددات الخطاب النسائي؟. بالرجوع إلى واقع المقاربات والنقاشات التي انشغلت بموضوع» الأدب النسائي/الكتابة النسائية» ، وسعت إلى محاورة شرعية تمييزها عن مصطلح» الأدب الرجالي «، فقد اعتمدت- في أغلبها- على مرجعيات خارج أدبية. أو بالأحرى، كانت في أغلبها تتم بتوجه ذهني، أو ثقافي له علاقة بالموروث فيما يخص وضعية المرأة في التفكير العام، وفي الأعراف، وكذا في شكل التداول التاريخي الذي جعل المرأة إشكالية تاريخية، وأيضا في المساطر القانونية غير العادلة، وإجحاف التأريخ الأدبي لإنتاجها الرمزي عبر العصور،. كما كانت تتم – أحيانا- بدعم من الخطاب المطلبي النضالي لحق المرأة في إعلان صوتها في التعبير الرمزي.
لعب هذا الثقل الخارج نصي دورا كبيرا في تأكيد شرعية التمييز بين أدب نسائي وآخر رجالي. وهذا ما أنتج تصورا يجعل كل ما تكتبه النساء، يدخل في كتابة المرأة، مهما كانت وضعية أدبية نصوصها. مما انعكس على المعرفة النقدية، وخلق قراءات جاءت كردود فعل على وضع المرأة في المشهد الحضاري العام. وانتصرت لما تنتجه المرأة بغض النظر عن وضعه الأدبي.
الأكيد ، أن مختلف تلك الدعائم المنتمية إلى الحقول النسائية المطلبية، والحقوقية، والقانونية وأيضا السوسيولوجية والتاريخية تساهم في التحسيس بأهمية محاورة مثل هذه التعبيرات، وتشتغل عنصرا مرافقا لتنشيط الحوار حول أهمية التعامل مع تعبير المرأة الرمزي بأفق حضاري مسؤول، ولكنها لا تشتغل عنصرا حاسما في إثبات أدبية النص الأدبي.
عندما نتأمل مثل هذا التناول الذي يعتمد تصورات من خارج العملية الإبداعية، من أجل إعطاء الشرعية لطرح التمييز ، فإننا سنلاحظ أن مثل هذا التناول لا يخدم الأدب، كما لا يخدم المرأة عندما يتم التعامل مع إنتاجها خارج منطق نظرية الأدب ، وليس بموضوعية تؤهل خطابها إلى المنافسة في المشهد الثقافي المعرفي. لكن، يظل سؤال ظهور المصطلح قائما ، ومدى خدمته للدرس الأدبي من جهة، وللمرأة من جهة ثانية؟ يعد الانطلاق من النص الأدبي ، مع اعتماد أسئلة ذات أبعاد ثقافية خطوة منهجية من شأنها أن تحدد شرعية وجود هذا المصطلح. بعيدا عن الدخول في تاريخ ظهور المصطلح،قريبا من المناخ الثقافي –الحقوقي فإن تعبير الكتابة النسائية ظهر في سياق عام حول الاهتمام بالمرأة من خلال وضعياتها الحقوقية والقانونية وكذا الرمزية الثقافية، ولهذا، بالنظر إلى وضعية هذا المصطلح وكيف حضوره وانتشاره ومناقشته في المشهد العربي، نستطيع أن نتبين وضعية المرأة أولا باعتبارها موضوعا حقوقيا، وثانيا باعتبارها ذاتا منتجة للخطاب الرمزي الذي من خلاله تقترح تمثلاتها وتصوراتها حول العالم. كما نستطيع أن نميز بين سياقات عربية قد بدأت تتجاوز الحديث عن هذا المصطلح ، في حين ما تزال أخرى تناقش بداياته، وتدافع عن شرعيته، أو ترفض وجوده. وإذا كانت مرجعية كل نص تتحدد من داخل نظرية الأدب، فإن النظر إلى كتابة المرأة لا يخرج عن هذه المرجعية، غير أن تعيين كتابتها وفق التخصيص، لا يعني التمييز، أو التميز، أو شيئا من هذا القبيل، وإنما يتعلق الأمر – سياقيا- أولا بالانتباه إلى المرأة باعتبارها ذاتا منجزة للفعل الرمزي، وليس موضوعا له. وبالتالي، التساؤل حول تمثلاتها للذات والعالم من حولها، وهل تعيد إنتاج نفس الدلالات لنفس المفاهيم المتداولة، أم أنها انطلاقا من موقعها الجديد، فإنها تبني دلالات جديدة، كما تقترح مفاهيم غير مألوفة بناء على رؤيتها الخاصة. في هذا المستوى تصبح « الكتابة النسائية» ليس كل ما تكتبه المرأة، لأننا إن نظرنا إلى المسألة كذلك، سيكون لزاما علينا أن نؤمن بالآخر المختلف وهو الأدب الذي يكتبه الرجل، ومن ثمة سيصبح العالم الخارجي ( رجل/امرأة) هو الذي يحدد معنى الأدب، وفي هذا انزياح عن منطق نظرية الأدب. فالتركيز على الأدب التي تنتجه المرأة وفق هذا الاستعمال فيه نوع من التبئير على صوت المرأة الرمزي، وموقعها الفاعل وليس المفعول به،وجديد اقتراحها في عالم الدلالات والمفاهيم، وهو مستوى يعزز طبيعة حضور المرأة في الشأن العام. كما أن مصطلح « الأدب النسائي» سيتحول نتيجة لاشتغاله إلى واجهة لإعادة تفكيك رتابة الذاكرة الجماعية، إذ يصبح السؤال ليس حول: ماذا تكتب المرأة، إنما كيف المجيء إلى كتابة المرأة؟ سؤال عرى بعض المظاهر الذهنية العربية التي حين يتعلق الأمر بخطاب المرأة، يتحول خطابها إلى المرأة باعتبارها موضوعا للمشاهدة وليس ذاتا منتجة.
هو تناول نقدي ذو بعد إجرائي، تتحدد مرجعيته من داخل الممارسة النصية التي تنتجها المرأة وليس من خارجها.ولهذا فهو تعبير لا يدخل في التمييز بين أدب نسائي وآخر رجولي.
وهو تعبير أنتجته مجموعة من التكوينات النصية التي أنتجتها بعض نصوص بعض الكاتبات، وليس كل الكاتبات، وأيضا بعض النصوص وليس كل النصوص.
بهذا الشكل، يصبح الاقتراب من الموضوع ليس بهاجس الدفاع عن المرأة ، لأن الدفاع عن المرأة له سياقات حقوقية ونضالية مشروعة في مساحاتها المطلبية،وإنما اقترابا نقديا وأدبيا . الكتابة النسائية مصطلح نقدي، وأداة إجرائية، يتم الاشتغال بها وفق طبيعة بعض النصوص الروائية التي تكتبها بعض الكاتبات، وليس كلهن، والتي تتوفر على شروط بنائية مغايرة للمألوف في البناء العام، وهو بناء ينتج تداولات غير مألوفة للمفاهيم السائدة.
إنه استنتاج نصي أدبي يغني العملية النقدية باعتبارها تفكيرا في الأدب. ويرقى بتجربة إبداع المرأة إلى لحظة تطوير آليات التفكير، وكذا بلورة دلالات جديدة للمفاهيم المألوفة. مثل الجسد والرجل والذات والسيرة والزمن والمكان. وهي كلها مفاهيم تجد لها مفارقات في التداول في بعض روايات بعض الكاتبات العربيات. يساهم هذا البعد الإنتاجي الدلالي، انطلاقا من البناء النصي في كتابة بعض الكاتبات في خلق تعدد التداولات المفاهيمية، كما يجعل المرأة تدخل المجال التعبيري من خلال مفهوم الإنتاج وليس الاستهلاك، وتكون بذلك شريكا في إنتاج المعرفة بالعالم.
زهور كرام
تجعلنا هذه القناعة المعرفية- الأدبية نلغي إمكانية الحديث عن التمييز بين أدب ذكوري وآخر نسائي، من حيث كون النوع أو الجنس لا يمكن أن يحسم في أدبية الأدب.
لكن، بما أن المشهد الثقافي يعرف منذ عقود كثيرة هذا النقاش- وما يزال خاصة في تجارب عربية ما تزال تنظر للمسألة خارج نظرية الأدب – بين ما يقال عنه أدب ذكوري وآخر نسائي، فإن الأمر يتطلب وقفة موضوعية نقدية عند حيثيات هذا التعبير» الكتابة النسائية»، والأسباب الثقافية وراء ظهور المصطلح، وبالتالي وضعه الاعتباري الدلالي. ذلك، لأننا لا يمكن أن نلغي من النقاش المعرفي ما يتجدد من تعبيرات ومصطلحات حول العملية الإبداعية، و لأن نشاط هذه التعبيرات يؤشر على طبيعة التحولات في عملية إدراك تحقق النص باعتباره حالة أدبية. وضع يُعتبر – في حد ذاته- مهما، لأنه يفتت رتابة ذاكرة القراءة.
الكتابة النسائية، الأدب النسائي، أدب المرأة، كلها تعبيرات باتت تشكل مرجعية للقراءة، والاقتراب من المنجز الأدبي الذي تنتجه المرأة-الكاتبة. لذا، لا ينبغي تجاهلها في الدرس النقدي الأدبي. إنما السؤال الواجب طرحه في هذا المجال ، هو كيف يتم التعامل معها؟ وهل الوعي بها يتم من خلال نظرية الأدب؟ وهل الأسبقية في إدراك هذه التعبيرات والمصطلحات الأدب أم المرأة؟ ثم هل هي تعبيرات ذات منطلقات نصية، أي أن السياق النصي هو الذي أفرزها؟ أم منطلقها التأسيسي يخص سياقات خارج-أدبية؟ وهل النظر إليها يتم وفق الدرس النقدي، أم من خلال محددات الخطاب النسائي؟. بالرجوع إلى واقع المقاربات والنقاشات التي انشغلت بموضوع» الأدب النسائي/الكتابة النسائية» ، وسعت إلى محاورة شرعية تمييزها عن مصطلح» الأدب الرجالي «، فقد اعتمدت- في أغلبها- على مرجعيات خارج أدبية. أو بالأحرى، كانت في أغلبها تتم بتوجه ذهني، أو ثقافي له علاقة بالموروث فيما يخص وضعية المرأة في التفكير العام، وفي الأعراف، وكذا في شكل التداول التاريخي الذي جعل المرأة إشكالية تاريخية، وأيضا في المساطر القانونية غير العادلة، وإجحاف التأريخ الأدبي لإنتاجها الرمزي عبر العصور،. كما كانت تتم – أحيانا- بدعم من الخطاب المطلبي النضالي لحق المرأة في إعلان صوتها في التعبير الرمزي.
لعب هذا الثقل الخارج نصي دورا كبيرا في تأكيد شرعية التمييز بين أدب نسائي وآخر رجالي. وهذا ما أنتج تصورا يجعل كل ما تكتبه النساء، يدخل في كتابة المرأة، مهما كانت وضعية أدبية نصوصها. مما انعكس على المعرفة النقدية، وخلق قراءات جاءت كردود فعل على وضع المرأة في المشهد الحضاري العام. وانتصرت لما تنتجه المرأة بغض النظر عن وضعه الأدبي.
الأكيد ، أن مختلف تلك الدعائم المنتمية إلى الحقول النسائية المطلبية، والحقوقية، والقانونية وأيضا السوسيولوجية والتاريخية تساهم في التحسيس بأهمية محاورة مثل هذه التعبيرات، وتشتغل عنصرا مرافقا لتنشيط الحوار حول أهمية التعامل مع تعبير المرأة الرمزي بأفق حضاري مسؤول، ولكنها لا تشتغل عنصرا حاسما في إثبات أدبية النص الأدبي.
عندما نتأمل مثل هذا التناول الذي يعتمد تصورات من خارج العملية الإبداعية، من أجل إعطاء الشرعية لطرح التمييز ، فإننا سنلاحظ أن مثل هذا التناول لا يخدم الأدب، كما لا يخدم المرأة عندما يتم التعامل مع إنتاجها خارج منطق نظرية الأدب ، وليس بموضوعية تؤهل خطابها إلى المنافسة في المشهد الثقافي المعرفي. لكن، يظل سؤال ظهور المصطلح قائما ، ومدى خدمته للدرس الأدبي من جهة، وللمرأة من جهة ثانية؟ يعد الانطلاق من النص الأدبي ، مع اعتماد أسئلة ذات أبعاد ثقافية خطوة منهجية من شأنها أن تحدد شرعية وجود هذا المصطلح. بعيدا عن الدخول في تاريخ ظهور المصطلح،قريبا من المناخ الثقافي –الحقوقي فإن تعبير الكتابة النسائية ظهر في سياق عام حول الاهتمام بالمرأة من خلال وضعياتها الحقوقية والقانونية وكذا الرمزية الثقافية، ولهذا، بالنظر إلى وضعية هذا المصطلح وكيف حضوره وانتشاره ومناقشته في المشهد العربي، نستطيع أن نتبين وضعية المرأة أولا باعتبارها موضوعا حقوقيا، وثانيا باعتبارها ذاتا منتجة للخطاب الرمزي الذي من خلاله تقترح تمثلاتها وتصوراتها حول العالم. كما نستطيع أن نميز بين سياقات عربية قد بدأت تتجاوز الحديث عن هذا المصطلح ، في حين ما تزال أخرى تناقش بداياته، وتدافع عن شرعيته، أو ترفض وجوده. وإذا كانت مرجعية كل نص تتحدد من داخل نظرية الأدب، فإن النظر إلى كتابة المرأة لا يخرج عن هذه المرجعية، غير أن تعيين كتابتها وفق التخصيص، لا يعني التمييز، أو التميز، أو شيئا من هذا القبيل، وإنما يتعلق الأمر – سياقيا- أولا بالانتباه إلى المرأة باعتبارها ذاتا منجزة للفعل الرمزي، وليس موضوعا له. وبالتالي، التساؤل حول تمثلاتها للذات والعالم من حولها، وهل تعيد إنتاج نفس الدلالات لنفس المفاهيم المتداولة، أم أنها انطلاقا من موقعها الجديد، فإنها تبني دلالات جديدة، كما تقترح مفاهيم غير مألوفة بناء على رؤيتها الخاصة. في هذا المستوى تصبح « الكتابة النسائية» ليس كل ما تكتبه المرأة، لأننا إن نظرنا إلى المسألة كذلك، سيكون لزاما علينا أن نؤمن بالآخر المختلف وهو الأدب الذي يكتبه الرجل، ومن ثمة سيصبح العالم الخارجي ( رجل/امرأة) هو الذي يحدد معنى الأدب، وفي هذا انزياح عن منطق نظرية الأدب. فالتركيز على الأدب التي تنتجه المرأة وفق هذا الاستعمال فيه نوع من التبئير على صوت المرأة الرمزي، وموقعها الفاعل وليس المفعول به،وجديد اقتراحها في عالم الدلالات والمفاهيم، وهو مستوى يعزز طبيعة حضور المرأة في الشأن العام. كما أن مصطلح « الأدب النسائي» سيتحول نتيجة لاشتغاله إلى واجهة لإعادة تفكيك رتابة الذاكرة الجماعية، إذ يصبح السؤال ليس حول: ماذا تكتب المرأة، إنما كيف المجيء إلى كتابة المرأة؟ سؤال عرى بعض المظاهر الذهنية العربية التي حين يتعلق الأمر بخطاب المرأة، يتحول خطابها إلى المرأة باعتبارها موضوعا للمشاهدة وليس ذاتا منتجة.
هو تناول نقدي ذو بعد إجرائي، تتحدد مرجعيته من داخل الممارسة النصية التي تنتجها المرأة وليس من خارجها.ولهذا فهو تعبير لا يدخل في التمييز بين أدب نسائي وآخر رجولي.
وهو تعبير أنتجته مجموعة من التكوينات النصية التي أنتجتها بعض نصوص بعض الكاتبات، وليس كل الكاتبات، وأيضا بعض النصوص وليس كل النصوص.
بهذا الشكل، يصبح الاقتراب من الموضوع ليس بهاجس الدفاع عن المرأة ، لأن الدفاع عن المرأة له سياقات حقوقية ونضالية مشروعة في مساحاتها المطلبية،وإنما اقترابا نقديا وأدبيا . الكتابة النسائية مصطلح نقدي، وأداة إجرائية، يتم الاشتغال بها وفق طبيعة بعض النصوص الروائية التي تكتبها بعض الكاتبات، وليس كلهن، والتي تتوفر على شروط بنائية مغايرة للمألوف في البناء العام، وهو بناء ينتج تداولات غير مألوفة للمفاهيم السائدة.
إنه استنتاج نصي أدبي يغني العملية النقدية باعتبارها تفكيرا في الأدب. ويرقى بتجربة إبداع المرأة إلى لحظة تطوير آليات التفكير، وكذا بلورة دلالات جديدة للمفاهيم المألوفة. مثل الجسد والرجل والذات والسيرة والزمن والمكان. وهي كلها مفاهيم تجد لها مفارقات في التداول في بعض روايات بعض الكاتبات العربيات. يساهم هذا البعد الإنتاجي الدلالي، انطلاقا من البناء النصي في كتابة بعض الكاتبات في خلق تعدد التداولات المفاهيمية، كما يجعل المرأة تدخل المجال التعبيري من خلال مفهوم الإنتاج وليس الاستهلاك، وتكون بذلك شريكا في إنتاج المعرفة بالعالم.
زهور كرام