نوال السعداوي ،الإرث الثقافي والنضال السياسي والاجتماعي الضائع بين ثورة القناعات وعورة المحظورات
– الراقصة ترى في نفسها سلعة جنسية تريد أن تعرضها وتتاجر بها ، والمتنقبة أيضا ترى في نفسها سلعة جنسية ، لا تريد أن تعرضها فتخفيها عن الأنظار ، المرأة الحقيقية ترى نفسها إنسان طبيعي لا تعرض ولا تخبئ نفسها بل تتصرف كإنسان .- لا تحدث الثورات في الخفاء ، الصورة والكتابة كلتاهما لا تعرف السرية ..حطمي قفل الدرج وإكتبي في النور ، اغضبي وثوري ولا تستكيني .
– إن حريتي لا استمدها من خلايا ضعيفة من خلايا جسدي، وأن قيودي لا تنبع من عذرية واهية تمزقها خبطة عشواء وتوصلها غرز العلم ، قيودي أضعها بنفسي حين أريد القيود ،وحريتي أمارسها بإرادتي كما أفهم الحرية .
– يتشدقون بالدفاع عن النساء المقهورات ، ويتنافسون على إقامة علاقات مع المرأة المستقلة الحرة …. بشرط (أن لاتكون زوجة لأحدهم ).
– إنني أحب حقيقتي، بل إن الحب الحقيقي الوحيد في حياتي هو حبي لنفسي الحقيقية.و رغم ذلك لم أتخلص من مساحيق وجهي تخلصاً كاملاً ؛إلا بعد أن أدركت قيمة عقلي، فإذا بي أملك الشجاعة لمواجهة العالم بوجه مغسول نظيف.
– تدفع النسوة من دمهن ثمن العار؛ لأن الرجل وإن اغتصب المرأة لا يصيبه العار، فالشرف للرجل وإن خان، ودم الرجل إن سال له ثأر وله فدية، لكن دم المرأة لا فدية له ولا ثأر.
– حين يدخل البشر بالتفسير فيكون لنا حق التفكير.
– الإعلام الخاص خطير جدا حين يسيطر عليه فكر جماعة .
– الإعلام الحكومي ضعيف وخطير أيضا لأنه مطيع ومنافق .اخترت بداية مقالي الطويل جدا بعض العناوين ..من جملة حكم وعبارات للراحلة نوال السعداوي كنوع من المقدمات التي توضح بعض جوانب فكرها .قبل أن أخوض في موضوعي ؛ أحب أن أنوه بأني اختلف مع الدكتورة نوال رحمها الله كثيرا واتفق معها أكثر ، إني لم التقيها بل تابعت لها الكثير وأوقفت الكثير من حلقاته لم أتابعها .حين قررت أن أكتب فلأن لديها جانبا فكريا يستحق الوقوف عنده ،ووجدت بعض ما قيل فيها قد فسر على غير ما كانت تقصد ،قد تكون نوال السعداوي أخطأت حين تشعبت بكل الأمور؛ وربما كانت أكثرها الأمور الدينية ؛التي جعلت البعض يلغي كل فكرها ونضالها الإنساني وينسفه خلف تلك المطبات ، لكن يغفر لها أنها لم تتحدث ببعض الأمور والقناعات إلا حين سئلت عن ذلك ،ويحسب لها أنها لم تسيس وتسوق فكرها .. بل طرحته كما يفعل الكثيرمن المفكرين .من المواضيع التي سأناقشها ، قضايا تبناها رجال وسيسوا وسوقوا لها ولم تحدث تلك الضجة عند وفاتهم ، ولم يقذفوا كما قذفت ولم يوصفوا بأسوأ الصفات كما وصفت .
بعد وفاتها قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الشماتة في وفاة شخص أيا كانت آراؤه أمر لا يجوز شرعًا.وأضاف كريمة في تصريحات لمصراوي، الأحد، تعليقا على الشماتة في وفاة الكاتبة نوال السعداوي أن هذا خطأ، ومن أدب الإسلام أن الموتى “أفضوا إلى ما أفضوا”، متابعا:”هي ذهبت إلى خالقها، إن شاء عفا عنها بفضله، وإن شاء عاقبها بعدله”.فبين تكفير وتقبيح ورفض وشتيمة وبين تطاول وقذف ؛ انقسم المجعجعون والمحللون لفرق مختلفة طالت من المرأة بعد وفاتها والتي نالها ما نالها في حياتها ، بل وصلت الغرابة أن تحدث رجال الدين مطولا عنها شتيمة وتقبيحا ،وتناسوا بأن عليهم ذكر محاسن موتاهم، وانبرى شعراء لكتابة قصائد عصماء شماتة بموتها وكأن فرعون قد مات ، منهم من تحدث بمنطق ومنهم كان جعجعته مجرد منشورا يغذي صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي ،لكن ما يثير قريحتي هل كانت نوال السعداوي سبب كل أزماتنا وانحطاطنا ؟هل كانت سبب كل تلك الرذيلة في حياتنا ؟هل ما طرحته كان خارج النص وتعدت الخطوط الحمراء؟ هل طرحت أمورا يفكر بها الكثير منا سرا أو جهرا وحين ماتت مات كل شيء بموتها ؟ فنحن أصحاب النصف حجاب ؛ لا يتعدى ديننا غير تلك المماراسات التي نجاهر بها ، بينما معتقداتنا لا تشبه صورتنا وثوبنا الاجتماعي. الأسوأ هو مقارنة وفاة نوال بالجليل شيخنا الصابوني ، وهذا ظلم للإثنان ،فشيخنا الجليل كان رجل دين انبرى طوال حياته للفكر الديني ، بينما نوال كانت طبيبة ومفكرة اجتماعية انبرت طوال حياتها لما يخص الفكر المجتمعي ” أصابت أم أخطأت” ذاك الفكر الذي سجنت ونفيت لأجله سنوات طويلة من عمرها ، وإن اقتربت من الدين فقد اقتربت بما يخص فكرها ويلامسه .لست هنا لأكون مع نوال أو ضد نوال ، فنوال السعداوي كانت مفكرة أيا كان فكرها لا لأحد منا عليها سلطة ليحدد مسار فكرها ،مثلها مثل أي مفكر.. مثل شيخ الدين الذي وصف المرأة بأنها تستجحش حين تكبر وتستقوي بأبنائها ، فقد عصي عليه أن يقول بأ ن المرأة كلما كبرت نضجت .. وأبنائها التي كانت تلوى ذراعها بهم كبروا وبدل أن يكونوا ورقة ضغط أصبحوا سند ، ولم يقبل أن يقول بأن الإنسان كلما كبر حدد مكانه ونضج، الناضج وحده من يكون قويا بإيمانه بهدفه وحقه ولم يتجرأ رجل الدين الإعتراف بالمتغيرات . كما انتشر فيديو أيضا لرجل دين يخطب في فتية ، قائلا بأن مكان متعة الأنثى بين مخرجيها إلى أخر ما هنالك من سخف يجودون به ،لكن يبدو أن للعباءة التي تغطي فكر الأطروحة أحقية بطريقة التعاطي مع الطرح .دعونا نتفق أن من حق المفكر أن يقدم أي فكرة ربما توافقنا وربما تعارضنا ، وإن أردنا جدله فعلينا الجدل بالحكمة ، فإمامنا أبا حنيفة حين كان على موعد مع ثلة ملحدين لم يقل لهم بأنهم كفرة وأنه على حق ، بل تأخر على موعدهم وحين سألوه عن السبب حدثهم بقصة طويلة ، مفادها أن سيلا جارفا اعترض طريق وصوله ..وصدفة سقطت شجرة نخيل .. وصدفة جرها الماء لعنده ..وصدفة وقف فوقها ..وصدفة ارتفعت لتصل لأعلى التل المؤدية لطريق لقائهم ،فضحكوا ساخرين من تلك الصدفة ،صعقهم حين قال إذا لما لا تضحكون ممن يقول بأن هذا الكون خلق بالصدفة ، تلك هي الحجة وذاك هو العقل والمنطق .الفكر لا ينفى بالإستنكار والجدل بل يدحظ بالحجة ، ونوال إن طرحت ماطرحت فلن يبررذلك تلك الثورة المجتمعية ضدها ،لأنها كما أسلفنا لم تسيس ولم تسوق لفكرها هي فقط طرحت الأمر، وهذا حق مكفول لها ولغيرها ، ربنا يقول :”إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ” والله وحده من يحدد بيننا من الشاكر ومن الكفور ، فلا أحد منا يملك صك توكيل وتفويض من الله .. بتوزيع مواثيق الجنة والنار والقبول والرفض ، سأتناول بعضا من أطروحات نوال السعداوي التي أثارت الضجة . قبل أن أبدا أود أن أشير بأن نوال إبنة شيخ أزهري وخريج معهد دار العلوم في مصر، وأؤكد بأني ضد الكثير من أفكارها لكن علينا النقاش بالعقل، فأنا لا استطيع أن أكون ببغاء يكرر على لسان غيره .الأطروحة الأولى:( هل من الممكن أن يكون الشرف صفة تشريحية فقط )قبل أن نجيب علينا أن نبحث سبب هذا الطرح ، نوال السعداوي طبيبة ومن الحالات التي مرت عليها ، بنات لا زلن يحتفظن بغشاء البكارة وهن حوامل “من غير رابط شرعي ” واحدة منهن كانت بشهرها الخامس ،وبعض الحالات عن اتهام الفتيات بالعهر نتيجة لعدم ظهور علامة الشرف المجتمعية مع أول علاقة جسدية ، والله لا أحب الخوض بهذه الأمور ولا نقاشها على الملأ لكني مضطرة لنقاش أمر السيدة نوال .هذان السببان جعلا نوال تطرح نظريتها “هل الشرف صفحة تشريحية فقط “؟ أي أن تفعل الأنثى ما تفعل وتحافظ على عذريتها لانتزاع صفة الشرف ، وأن يمارس الرجل ما يمارس والحالة التشريحية تساعده بأن لايظهر عليه أثار فحشه ،هذا سبب أول طرح لنوال السعداوي وتوضحه كاملا بكتابها” المرأة والجنس ” ، الذي قرأته كاملا لا يمكن لعاقل أن يثير ضجة حول الكتاب، فهي تحدثت عن مشاكل في عيادتها وشرحت جسد الأنثى ، لم تحرض على فسق ولم تحلل زنى . قالت أن العذرية ليست هامة هي جزء من الكذب ، الكثير من البنات لاينزفن ليلة الزفاف ، و الدايات والأمهات تحايلوا وزيفوا دم العذرية .(العذرية البيولوجية ليست دليل وحكم على الأخلاق) ننتهي من هذه النقطة بسؤال هل نتفق أم نخالف الأطروحة الثانية :(ولدت مسلمة بالفطرة والوراثة )تقول نوال : أنها خلقت مسلمة بالصدفة ، لأنه والدها مسلم ولو كان قبطي لولدت قبطية ، هل جاءت نوال السعداوي بجديد ؟ أليس هذا هو الحال ؟هل يتخالف ذلك مع الحديث النبوي (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يُولَد على الفطرة؛ فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه؛ كمَثَل البهيمة تُنتَجُ البهيمةَ، هل ترى فيها جدعاءَ؟))؛ رواه الشيخان).الحديث الذي درسناه في الكتب المدرسية في المرحلة الإعدادية أو الثانوية لست أذكر لكن درسناه حتى يمجسانه .تقول نوال :الايمان بالوراثة باطل ،لأنه يصبح إرث فارغ من العقيدة والإكتشاف ،تعتبر كما علمتها جدتها بأن الله هو العدل ، والإسلام دين عقل فلا يصلح أن يقوم على التخويف من النار ، هنا تكمن المسألة هل سأحافظ على إسلامي إيمانا أم خوفا من العقاب والنار، الله شيء جميل يجب أن يعرف بالعقل لا بالإرث والنار رمز ، تقول بأن الناس تؤمن بالفطرة لأنها تبحث عن العدالة والحرية والمساواة والإنسانية ، تؤمن بشيء لا تلم به ولم ترتقي له ، الإسلام والقرآن ليسا نص ديني فقط بل هما شيء لم ترقى له الناس .تقول السعداوي بأن الحكام واتباعهم يحصرون الدين بالكتاب وفق تفسيرهم ،وهي لا تعتبر بأن الإسلام وحده الذي يملك الحقيقة وبقية الأديان لا تملك الحقيقة.فكتاب الله فسره البشر ،حين يدخل البشر بالتفسير فيكون لنا حق التفكير .تتابع وتقول بأن الإسلام ليس فيه رجل دين ، فحين يخطئ شيخ بتفسير الكتاب وأنا أردعه سأكون مسؤولة أمامه مسؤولية كاملة وأمام الله ، في الإسلام أنت تتحمل مسؤولية تفسيرك ،على عكس الديانات فلا مسؤولية للفرد عن التفسير .القرآن فسره البشر والبشر يختلفون ،لقد حجروا عقولنا وأغلقوا بلادنا علينا ، استمتع الأجانب ببلادنا ، لقد أغلقت علينا وفتحت للغرب وهذا من ضمن مسؤولية التفسير الديني للحلال والحرام .قُهر الرجال خارج المنزل.. فقهروا النساء داخل المنزل ، وهذا سبب إيجاد الفوارق الطبقية بمجتمعنا ، فالحرية مرتبطة بالتحول الاقتصادي نحن لازلنا مستعمرين ، فبدل الإستعمار القديم أصبح الإستعمار الفكري الأمريكي ،الذي جعلنا في تبعية اقتصادية .. وسيطر علينا من خلال منظومة حكام ،لكل حاكم مئات المفتين يفتون لهم بما يحجر عقل المواطن ويسلب الوطن .لقد كتبت عنوانا مهما ” بوش والختان” من يقرأ العنوان سيسأل ما دخل بوش بالختان ، لقد كانت عنونة رمزية سياسية لسيطرة الغرب عبر سلطاتنا ورجال دينناعلى مجتمعنا ،وتحويرهم للمفاهيم والبقاء على الأعرف لأجل السيطرة على المجتمع .ما معنى أن تختن فتاة و أن تزال كل منطقة الشهوة والإثارة لديها ؟ما معنى أن تصبح مجرد وعاء مجرد أداة يفعل بها؟ أليس ذلك للبقاء على عقدة الذكورة وتفوقها وإبقاء المرأة رغم كل ما نراه مما يسمونه تحرر مجرد شيء تافه . أخطأت نوال أم أخطأنا فهمها ؟؟؟الأطروحة الثالثة :(قوامة الرجل على المرأة )ما قالته نوال السعداوي بخصوص هذا الأمر حرفيا (ليه الرجال قوامون على النساء ؟يعني معقولة واحد جاهل يبقى قوام على وحدة دكتورة مثلا ؟إذا كانت المرأة هي من تنفق على الرجل يبقى إزاي الرجال قوامون ؟القوامة هي القيام والكد والسعيلن أطيل هنا سأفسر ما فسره إمامنا الشعراوي رحمه الله الآية الكريمة تقول (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء 34إن معنى (قوَّام)، القوَام هو المبالغ في القيام، وجاء الله هنا بالقيام الذي فيه تعب، إذن فلماذا يأخذ قوله تعالى “قَوَّامُونَ عَلَى النسآء”على أنه كتم أنفاس؟ ولماذا لا تأخذها على أنه سعى في مصالحهن؟ فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء، وأن يقوم بأداء ما يصلح بالأمر ،فمعنى “قوامون” أى مبالغين في القيام على أمور النساء فلا يصح أن تأخذ (قوام) على أنها السيطرةو القوامة ليس معناها القهر والاستبداد بالرأي،وأ قول أنا بأن القوامة تغيرت مع الأيام لأن طبيعة الحياة وتقاسم الأدوار تغير ، فهي ليست حكما مطلقا لأنها جاءت مشروطة بالإنفاق .وسؤالي هل خرجت نوال عن تفسير الشعراوي ،عني اؤكد بأني أعرف الكثير من الرجال لا يقوم بنفسه فكيف يكون له أن يقوم على المرأة . فحذاري من التفسير الخاطئ للآيات وعدم احترام المتغيرات، لأنها ستكون أسس لثورات اجتماعية والإسلام دين وسطية واعتدال ويتناسب مع كل زمان .فهل كانت نوال على باطل في هذه الأطروحة الأطروحة الرابعة :وليس الذكر كالأنثى في حلقة من برنامج الإتجاه المعاكس ،كانت نوال السعداوي محاورة هادئة جدا وحجتها قوية.. بينما الشيخ الضيف لم يكن أسلوبه مناسبا لعلمه فقد أخذ الحوار بإسلوب الجعجعة ، متعللا بالآية الكريمة قال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.. [آل عمران : 36].في تفسير الإمام الشعراوي رحمه الله ، تفسير الآية ليس للتفضيل فالمولى يقصد ( لا تظني أن الذكر الذي كنت تتمنينه سيصل إلى مرتبة هذه الأنثى، إن هذه الأنثى لها شأن عظيم). أو أن القول من تمام كلامها: (إِنِّي وَضَعْتُهَآ أنثى) ويكون قول الحق: (والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ) هو جملة اعتراضية ويكون تمام كلامها (وليس الذكر كالأنثى)، أي أنها قالت: يارب إن الذكر ليس كالأنثى، إنها لا تصلح لخدمة البيت.أما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود من ولد آدم له طَعنةٌ من الشيطان، وبها يستهلُّ الصبي، إلا ما كان من مريم ابنة عمران وولدها، فإنّ أمها قالت حين وضعتها: ” إني أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم “، فضرب دونهما حجاب، فطَعَن في الحجاب.وفي بعض التفاسير بأن الأنثى كانت إن وضعت غلاما حررت وغلامها ،وإن وضعت أنثى بقيت جارية وإبنتها ، كذلك والآية هنا على لسان مريم وليس الله .فهل كانت تلك حجة الشيخ لتسكت نوال الأطروحة الخامسة :(لايوجد موت )قرأت للكثير من كتب من (كانت تنكر الموت ماتت )ما كانت نوال تلك الجاهلة لتنكر الموت ،لأنها طبيبه لكن اجتزاء الكلام هو حيلة لا أخلاقية ،فقد حضرت كل الندوات والبرامج والحلقات الكتابات التي تحدثت بها نوال عن الموت، مشكلة نوال أن تكلمت عن الموت فلسفيا تكلمت بفلسفتها الخاصة ففهم أنها تنكر الموت . إن الموت والخلود هما من أهم القضايا في تاريخ الفكر الفلسفي بوجه خاص، والإنساني بوجه عام لما تمثله من قضية محورية مهمة تتعلّق بحياة الإنسان ومصيره بعد الموت، وسامر هنا على ما قالته نوال عن الموت وعن حديث فلاسفة العالم مجتمعين عن الموت ،لنوضح بأن الحديث الفلسفي عن الموت لا يتناقض مع الحديث اللغوي والفقهي ،فالفلسفة هي حب الحكمة، هي دراسة المشاكل الرئيسة والعامة التي تتناول الوجود والأخلاق والعقل والمعرفة واللغات وما يدور حولها، وهي منهج مبني على التساؤلات والمناقشات والجدال وفق أسس وقواعد المنطق، والاعتماد على الحجج في إثبات وجهة النظر، فالفلسفة ذات مادة واسعة لا حدود لها، ومتشعبة لأنها ترتبط بجميع العلوم والفنون وترتبط أيضًا بجميع جوانب الحياة ، وقد اختلف فلاسفة العالم منذ القدم بتعريفهم ونظرتهم للموت سأذكر الكثير منها هنا :الألماني إيمانويل كانط : الموت قناع يخفي نشاطا عميقا و الموت مظهر مرئي للحياة الأخلاقية جان شورون البشر ميتون فيثاغورس اليوناني الروح سجينة في الجسد و تغادر لتتطهر مرارا وتعود لتتحد مع الرب إفلاطون الموت هو تحرر النفس من الجسد الروماني إبكتيتوس الموت ليس شرا بل خير يخدم الطبيعة الألماني شوبنهار في لحظة الموت كل ما تقرر في الحياة ليس إلا إعدادا ومقدمة فحسب و الموت خلاصاديموقريطوس الفيلسوف الضاحك الموت أن تتحول إلى ذرات دقيقة تتبدد وتنتهي هوكنج الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يفكّر الموت وموت الجنس البشريّ يخلّصنا من المسنّين وكِبار السنّ ، ولو لم يكُن هناك موتٍ طبيعي للجأ الناس إلى القتل فالحياة وعاء يكتمل حين يسدّ الوعاء بالموت.وموت الفرد و الإنسان لا يمكنه إدراك لحظه مولده، كما أنّه لن يدرك لحظة موته. و الموت هو مرحلة جديدة من الحرّية.أما نوال السعداوي فتحدثت عن الوحدة ،واعتبرت بفلسفتها الخاصة بأن الموت وحدة فهما حالتان متشابهتان ، هي لم تنفي الموت كحدث فمن يسمع حديثها عليه أن يفصله الحديث عن بعضه .قالت بكل دقة طبعا الحديث بلهجتها المصرية أما هنا سيكون بالفصحى قالت :نريد أن نغير نظرتنا للوحدة ، لقد عشت طوال عمري وحيدة ،وأنا أفضل الوحدة على الزواج في بلدنا هذا وفي أي بلد اخر ، أريدكم أن تكتشفوا الوحدة بطريقة جديدة -الوحدة جميلة- مثل الموت وأنا دائما أتكلم عن الموت والوحدة ، نعيش ونحن نخاف من الموت أليس كذلك ؟ لا يوجد موت ما الذي جعلني أبقى على قيد الحياة ،هو أني طوال ما أنا على قيد الحياة يجب ان أبقى على قيد الحياة ، وما يحدث حين أموت أني لن أكون هنا -لا أحس بشيء – أريدكم أن تفكروا بهذه الفلسفة (نحن نخاف من شيء لكن عندما يحدث لنا لن نشعر به وهو الموت ). فلما نحن مرعوبين من الموت؟ لأن تلك هي التربية التي تربينا عليها ،لأننا إن لم نخاف فلن يسيطروا علينا ،هم يسيطرون علينا بتخوفينا من الموت وما بعده ” لا يوجد موت ” يوجد خوف من الوحدة ، (الإنسان يولد وحيدا ويموت وحيدا) هذه هي فلسفتي ، وأنا طوال عمري عشت وحيدة .و لو قارنا فلسفتها هنا لوجدنا بأنها تتفق مع الفيلسوف (هوكنج) .تقول السعداوي بأخر حديث لها عن الموت بما معناه : نحن نولد بالخوف من الحاجات ،يخوفونا من الموت ونحن صغارا لمجرد تفكيرنا بالمتناقضات أو المطالبة بحقوقنا ومناقشتها ، يخوفونا بالموت وأننا سنذهب إلى النار ، علمونا أنا نخاف ربنا ولم يعلمونا أن نحبه .تقول :بأنها حين درست الطب شاهدت الكثير من الأموت ، توصلت لقناعة بأن الإنسان حين يموت يكون غير موجود إذا هو لا يشعر بالموت ، وتحثنا على التفكير بطريقة علمية واقعية فحواس الإنسان تتوقف فلا يشعر بالموت ، تقول السعداوي :نحن نعيش بوهم وتهيأت ذلك بأننا يعد الموت سنشعر بالموت ، لكن ما بعد لحظة الموت هو الذي يختلف .. فإيماننا أننا سنذهب إلى الجنة أو النار ، تلك كلها مسائل رمزية لأجل أن نخاف هنالك استمرارية لكن بشكل آخر، وتسرد قسم منها وفق وجهات نظر الفلاسفة والشعوب ، فالهنود يؤمنون بالاستنساخ ، و البعض يؤمن بأن الإنسان حين يموت يعود ويتشكل بالأرض ويظهر بشكل آخر . وغرابتي حين نأخذ هذا الموقف بغض النظر إن كان صائبا أو مخطئا من نوال وهي شخص منفرد ،ولا نأخذ موقف من شعوب وطوائف كاملة تتبنى فكر عن الموت وما بعده ،لم أرى من يثير نظرية التقمص التي يؤمن بها أقوام معينة حيث تقول نظريتهم: بأن الإنسان حين يموت تتقمص روحه شخص آخرمن الأحياء فيشعر بكل ماحصل مع الشخص المتوفى في حياته . تقول السعداوي كذلك : بأن الصينيين عددهم يفوق المسلمين لكن لديهم أخلاق ، وكأنها تشير لأمر!! هل يعقل بأن صاحب الأخلاق يذهب للنار ،ومن يدعي الأخلاق والدين يذهب للجنة لأنه يصلي ،لا أعرف أفهمها هكذا. أضيف هنا بأن هنالك إحصائية تقول بأن العبادات ذكرت في القرآن بعدد 130 مرة ،والأخلاق ذكرت في القرآن بعدد 1054مرة .وكلنا يؤمن بأن الموت هو انقطاع العمل ، قد نقترب مما قالت نوال وقد نبتعد لكننا نتفق بأن ساعة الموت سنكون غير موجودين ، فالروح باقية والجسد فاني .الأطروحة السادسة :(نسب الذرية للأم )حين طالبت نوال بأن ينسب الأبناء للأم كان وفق نظريتها الخاصة، حيث تقول بأن الأم هي من تقوم على الأبناء وفي مجتمعنا ، والأب يآتي ضيف وطيف ويموت إسمها لأن الزرع لها والحصاد للرجل .تضيف لحجتها : بأن الثلاثة ملايين مولود الغير شرعي ما مصيرهم ؟لما لا يحمل الوليد إسم أمه ليصبح شرعي؟ للعلم بأن هذه النظرية كانت من مقترحات إبنتها الدكتورة منى ، وهي دافعت عن الموضوع وتم تغيير بسيط في القانون المصري لأجل هذا الأمر.فبدلا من أن نكفر نوال أتسأل ..هل خرج أحدنا ورفع توصية لحكوماتنا القذرة بأن يصبح فحص الحمض النووي ملزما ، وتثبيت الرمز النووي لحمض كل شخص منا ببطاقة الأحوال المدنية ملزما ؟وإضافة الرمز إلكترونيا إلى أجهزة الدولة ، ليضاف كل طفل ملقى إلكترونيا لخانة والده ووالدته بعد فحص ومطابقة حمضه النووي ، وهكذا نستطيع الحد من تلك الظاهرة بالسيطرة على الرذيلة وتربية المستهترين من رجال ونساء في هذه المجتمعات ، أما أن حكوماتنا تجد في الأمر منفعة لها ؛خصوصا أن الشعوب باتت تثور وتصبح هذه الأمور ورقة ضغط وإسكات للأفواه .قرأت لبعض الاخوة توضيفا للأبناء الغير شرعيين في حديثه عن نوال السعداوي: واصفا إياهم ب”اللقطاء ” وهذا قذف فليس كل لقيط غبن غير شرعي ،يقول ربنا عز وجل في قصة نبينا يوسف :(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) فهل كان نبينا يوسف إبن غير شرعي اتقوا الله فيما تكتبون الأطروحة السابعة :(المثللين )المثلية برأيي الشخصي ما هي إلا تلميع للسحاق واللواطةوفيما يخص نوال السعداوي استمعت لمجمل حديثها حول الأمر ،حين لقد وجه لها السؤال قالت : لا تسألوني عن رأيي أنا مع أو ضد ..أؤمن أو لا أؤمن ، بل إسألوني “لما المثل يفضل المثل”؟ هنالك قسم من الساحقيات فجعت بالرجل ..ما بين خيانة وإهانة وكذب فكرهت الجنس، وكذلك بعض الرجل أخذ مقلب فكره الجنس الآخر ،الجنس عادة وتعود.. والمثلية لها أسبابها جزء منها وراثى بجانب التربية والخوف، والأمر يتطلب تحليله وإرجاعه لأسبابه الاجتماعية والبيولوجية وليس وضعهم فى السجون، لأن هذا ليس الحل، يجب أن يكون هنالك حرية، فالمجتمع والدين لا دخل لهم بالجنس” مستطردة: “لم نتربى على حرية الجنس، والعلاقات الجنسية شخصية”.تقول نوال : الموضوع ليس أن أمانع أو لا أمانع لأنه لم يحصل معي ذلك الشيء ، القضية كبيرة طبية واجتماعية وتاريخية وجنسية ، وثلث العالم مثليين وغيروا القوانين لأجلهم ، عندما أتحدث عن قضية يجب أن أفهم القضية، يجب أن أحللها أدخل في التربية الصدمات بالحياة ، ربما قابل المثلي شخص مختلف جعله يكرهه الجنس الأخر ، الجينات تلعب دورها في المثلية ،لكن وصفهم بأنهم وحشين لا يصلح، من أنا حتى أبيح أو أؤمن.الأطروحة الثامنة :الحجوهي من أسوأ تصريحاتها ولي وقفة معها ، لم أجد التسجيل الصوتي لنوال فاضطررت لنقل ما قيل بأنها صرحت به ،لأني حقيقة لا أصدق إلا ما أسمع ولا أحب أن أقف عن يروى أن لقد اعتبرت السعداوي أن تقبيل الحجر الأسود في الحج هي “عادة وثنية” حيث قالت : (الصلاة هي إحياء الضمير، والحج كذلك ليس زيارة لقبر أو تقبيل الحجر، لأن الإسلام حارب الوثنية، وأنا ممكن أحج وأنا واقفة في البلكونة، والحج طقوس وأنا لا أؤمن بالطقوس).وأضافت بإحدى ندواتها: “الله يرحم رابعة العدوية، لم تكن تحج أو تصلي وكانت ضد الشعائر، وكانت تقول الله هو الحب إنما مش الله أروح الكعبة وأبوس الحجر الأسود، إية ده أنا عقلي لا يسمح أن ألبس الحجاب وأطوف هذه وثنية.. الحج هو بقايا الوثنية»رأيها الشخصي لولا أنه لامس جانب ديني مهم لما توقفت عنده .وأضافت بإحدى ندواتها: (لله يرحم رابعة العدوية، لم تكن تحج أو تصلي وكانت ضد الشعائر، وكانت تقول الله هو الحب إنما مش الله أروح الكعبة وأبوس الحجر الأسود، إية ده أنا عقلي لا يسمح أن ألبس الحجاب وأطوف هذه وثنية.. الحج هو بقايا الوثنية) من يقرأ سيجدالأمر كفرا وخروج عن الملة ،لكن سؤالي هل العتب على نوال أم على علماء الدين كما يسمون أنفسهم ،لدينا في الإسلام مبدأ مهم يسمى (مبدأ سد الذرائع )وهو مبدأ علمي وجد لأجل إسكات أفواه المشككين .السؤال هل استخدم هذا المبدأ لإخراس أفواه الملحدين ؟للأسف لا والسبب أننا ليس لدينا علماء دين لدينا علماء بلاغة وبيان وفيه وسنة،لكن عالم الدين هو من يجب أن يحمل شهادت علمية بيولوجية طب فلك والكثير من الاختصاصات ليفسر ما جاء بالقرآن علميا ، فالقرآن ليس كتابا لغويا وتشريعا فحسب ،القرآن هو كتاب علمي فيه من علوم الطبيعة والطب والفلك والبيئة والطب ما يكون مرجع لألاف المؤلفات العلمية البحثية ، التي انبرى الغرب لها ونحن لم نفعل اكتفينا بالقرآن كنص ديني وفقهي ، لو كان لدينا علماء بحثيين لما استطاعت لا نوال ولا غيرها من العلمانيين التحدث ، فالدراسات البحثية أثبتت بأن الطاقة المغناطيسية الموجودة حول مكة !! لها تأثيرات صحية ونفسية مهمة ببرمجة وتعديل خلايا الجسم والجملة العصبية ، وأن السجود يساعد بالتخلص من الشحنات الكهربائية ،وحركات الصلاة تساعد بتعديل وتقويم العظام ،فأين علماء الدين القرآن كتاب أحكمت آياته علميا وليس فقهيا .فأجد أنه ليس من حقنا أن نلعن نوال وغيرها ونحن نستريح ولا نجتهد ونبحث ،فلما لا يخشى الله من عباده إلا العلماء ؟لأن العلماء سيصلون لعلم القرآن العلمي وليس الفقهي فقط .من أسوأ ما قامت به نوال وكتبته هو مسرحيتها( الإله يقدِّم استقالته )مسرحية ساخرة رمزية صورت فيها اجتماعا للقمة يحضره الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم بحضور الله وإبليس ورضوان حارس الجنة، ليديروا حوارا طويلا عن الظلم بشكل عام وظلم الله للأنبياء وتفضيل بعضهم على الآخر بشكلٍ خاص.الفكرة جريئة بحدِّ ذاتها كما الحوار أو المحاكمة كما تسّيها الكاتبة، لكن المسرحية تمتليء بالإسقاطات السياسية عن فترة حكم السادات لمصر . والإسقاطات السياسية لم تغفر للسعداوي تطاولها على الذات الإلهية . مسرحية أخفتها السعداوي عشر سنوات ، أحرق ناشرها جميع نسخها بعد أن كثر الجدل حولها ورفضت بعد ذلك جميع دور النشر والمطابع إعادة إصدارها -خصوصا حين تم اتهامها بالتعدي على الذات الإلهية والأنبياء؛ لتواجه السعداوي بسببها قضية جديدة في المحكمة أثارها الأزهر ضدها.دعت أيضا السعداوي الحكومة إلى تقنين أوضاع الدعارة، وجعلها تحت إشراف مباشر منها، وذلك خلال إحدى ندواتها، حيث قالت: “الدعارة مرض ومن الأفضل الاعتراف بوجوده في المجتمع المصري بدلًا من إخفاءه، ووضعه تحت إشراف الحكومة بشكل قانوني يسمح للعاهرات بممارسة الفحشاء مع الرجل الشرقي.حقيقة هذه الدعوة استوقفتني كثيرا وعجزت أن أعلق عليها ، لأن عقلي لم يستوعبها أساسا هل هي جرأة ..أم وقاحة ..أم جنون .السعداوي وقضية المرأة لقد تناولت نوال قضية المراة مربوطة بالسياسة العالمية والعربية والإقتصاد و الأسرة والحرب والسلم ،وترى بأن المشكلة هي مشكلة المرأة فقط بل مشكلة الوطن العربي كله ،فحتى في كتب المدارس يكتبوم بابا يقرأ ماما تكنس .تقول نوال: بأن الطبيعة تغيرت.. و اكتسب جسد المرأة من الطبيعة القوة “فأصبحت قوية” لقد اكتسبت متغيرات من الطبيعة لتغير الطبيعة ،فالطبيعة استبدلت بالدوافع ،الطبيعة بريئة فهل ستعامل كما كانت قبل تلك المكتسبات والمتغيرات ؟هل بقيت طبيعة المرأة والرجل كما كان عليه قبل مئة عام ؟ذكرت السعداوي في حلقة من برنامج الإتجاه المعاكس بأنها تعلمت الدين بشكل صحيح من والدها خريج الازهر فخرجت بنظرية أن الأنوثة مسؤولية ، حاربت أن تكوب الأبوة مجرد انفاق وقوامة مالية ،فالأبوة مسؤولية وكنا تحدثنا سابقا عن هذا الأمر ، لقد دعت لاستقلال المرأة الاقتصادي لأن المفاهيم تغيرت .قالت :بأن ارتباط سياسة إسرائيل وأمريكا في المنطقة مرتبط بقضية المرأة وكانت ضد تلك السياسة .قالت بأن الفتنة تآتي من التشدد والفهم الخاطئ للدين، والفهم الخاطئ لشخصية المرأة والرجل ،فكيف نبني شخصية المرأة والإستعمار يشجع قهر المرأة ؟كل ذلك لأجل أن نبقى متخلفين .تجد بأن اليمين المسيحي يتحكم بالغرب يدفع لمزيد من التزمت .كتبت عن ربط المرأة بالسياسة عبارة لافتة (جورج بوش والختان ).تقول بأن أغلب مؤتمرات النساء مدعومة من الغرب ؛ تدعو للحرية السطحية فيكون التحرر جنسي اجتماعي لكن كل ذلك يربط بالسياسة ، لقد سيسوا تحرير المرأة ليكون لعداوة الرجل ، أكدت السعداوي أنها ترفض ذلك فالقضيتان مترابطتان وتقصد المرأة والرجل .قالت السعداوي بأنها لاتظهر في الإعلام لأنهم يقاطعوها ويريدون إيقافها عن الحديث .في أحد اللقاءات التلفزيوني كان المذيع ماركسي، أول سؤال وجهه لها هل أنت مسلمة ، جاء ردها صاعقا حين قالت :أي إسلام تقصد الإسلام السعودي أم المصري أم أم ، نحن لدينا كذا إسلام كل نظام سياسي له إسلام خاص به ؛يفسر الإسلام كما يشاء تريدوني أن أبقى مسلمة تابعة لأي نظام . انتقدت علنا الرئيس المخلوع حسني مبارك وقالت له: أنت لا تحترم المثقفين ، لأن الاجتماع كان للمثقفين وأجلس وزيره بالمقاعد الأمامية والمثقفين من الخلف .انتقدت السادات حين كانت عضوا في نقابة الأطباء ، لقد حضروا الساعة الحادية عشر للاتحاد الاشتراكي ووصل السادات متأخرا ثلاث ساعات ،لم يعتذر السادات عن التأخير بدأ الاجتماع فورا، حدثهم عن قيمة الوقت فقالت له : أنت تأخرت ثلاث ساعات ياريس !!رد قائلا : الكمال لله تقول بأن المواطن ضاع بين عصابة الحكم وعصابة السياسة ،وهي تريد أن يكون للمواطن العربي قيمته.تعنون حياتها برحلة طويلة وسوف تطول أكثر.تقول السعداوي :أن الرجل الواثق بنفسه لا يكذب ولا يخون زوجته ،لأن الخيانة ناتجة من عدم ثقة فيحاول أن يثبت لنفسه أنه رجل .وكذلك المرأة الواثقة بنفسها لا تكذب على زوجها ولا تخونه، لأن الخيانة ناتجة من عدم ثقة فتحاول أن تثبت لنفسها أنها أنثى .اعتبرت السعداوي تقبيل اليد عبودية وليس احترام .أغنى تجربة بحياتها كانت السجن ، السجن ثمان سنوات على أيام السادات و نفيت بعدها .تقول : كانت تخشى أن يقبضوا عليها كان السجن وهم خوف ،بعد تجربتها لم يعد ذاك الخوف يسترعي اهتمامها ،فخرجت من تجربة سجنها بنظريتها :أنها تخاف ونخاف من المجهول ونخاف منه لأنه مجهول، لكن حين يصبح معلوم لا نخاف منه .أيام الثورة كانت تجلس عند تمثال عمر مكرم .فصلت من وزارة الصحة لأنها رفضت كتابة الخطاب للوزير، كانت مسؤولة الثقافة والإعلام فطلب منها خطبة لتكتب إنجازاته ، كتب خطبة كشفت فيهاهفواته ففصلت بسببها .تقول بأنها نالت الكثير من الجوائز العالمية ،لكنها لم تحصل على جوائز مصرية .حاربوا إبنها مخرج فلم الأبواب المغلقة لأن جسوره مع السلطة دمرت بسبب أمه .تقول أيضا :إن جذر اضطهاد المرأة يرجع إلى النظام الرأسمالي الحديث والذي تدعمه المؤسسات الدينيةأخر مقولة لها :”لقد انتصرت على كل من الحياة والموت.. لأننى لم أعد أرغب فى العيش، ولم أعد أخشى الموت”.طالبت السعداوي بتجديد الخطاب الديني يعني تغيير الثوابت متعللة بمادة بأحد المؤسسات الإسلامية تقول :إذا تعارض النصح مع المصلحة غلبت المصلحة على النص لان المصلحة متغيرة والنص ثابت كموضوع العبودية تجد السعداوي بأن السلوك والأخلاق أهم من العبادة .من أقوالها الخالدة :لا يموت الانسان في السجن من الجوع أو من الحر او البرد أو الضرب أو الامراض أو الحشرات . لكنه قد يموت من الانتظار .. الانتظار يحول الزمن إلى اللازمن ، والشئ إلى اللاشئ ، والمعنى إلى اللامعنى.إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ،ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة التفكير.الأمل هو الثورة.. وهو تغريد العصفور الحر.من الخطأ والتخلف أن تشعر النساء بالرضا عن حياتهن والسعادة لمجرد إنجاب الأطفال.. إن العمل ضرورة إنسانية، أما الإنجاب فليس إلا وظيفة بيولوجية تقوم بها جميع الكائنات الحيّة ابتداء من الأمبيا إلى القرود.زوجي الأول كان عظيماً، زميلي في كلية الطب. كان رائعاً، والد ابنتي. لم يرد والدي مني أن أتزوجه لأنه غادر إلى السويس لمحاربة البريطانيين. لكن بعد ذلك تم خيانة المقاتلين، والكثير منهم تم حبسه. هذه الأزمة كسرته وأصبح مدمناً. وأخبرت أنني لو تزوجته، قد يوقف إدمانه، لكنه لم يفعل. حاول قتلي، لذا تركته.يفقد الإنسان كرامته حين يعجز عن الإنفاق على نفسه .من قام بحمايتي هو عملي، ما جعلني قوية هو عملي، إنتاجي، عقلي.. وليس الزوج، الزوج لا يحمي، فهو مستعد أن يتخلى عني لأجل نزوة.إن حريتي لا أستمدها من خلايا ضعيفة من خلايا جسدي .. وإن قيودي لا تنبع من خوف على عذرية واهية تمزقها خبطة عشواء وتوصلها غرز العلم .. قيودي أضعها بنفسي حين أريد القيود وحريتي أمارسها بإرادتي كما افهم الحرية.لا يحب الرجال إلا تلك التي تؤلمهمأريد رجلاً كاملاً كما في خيالي , وأريد حباً كاملاً كما في أعماقي , ولن أتنازل عن شيء مما أريد مهما طال بي الحرمان , الكل أو لا شيء , هذا هو مبدئي , لن أقبل أنصاف الأشياء أبداً.غرتني نظرة الضعف والاحتياج ،ولم أعرف أن الإنسان الضعيف يخفي تحت جلده عدداً من العقد والصفات الدنيئة التي يترفع عنها الإنسان القوي. لقد تعودنا على استهلاك هذا الإعلام والتاريخ المزيف ،فلم نعد نعرف القضايا الجوهرية من القضايا التافهة ،لقد أدمنا هذا النوع من المعرفة الكاذبة , أو الوعي الكاذب كما يدمن الشباب البانجو والهيروين.كلما أمعنت النظر في مشاكل حياتنا زدت اقتناعا بأننا بحاجة إلى المزيد من الحب والرحمة؛ فالحب يجعل الحياة مقبولة بما يثيره فينا من أحاسيس، والرحمة تلطف الحياة برقتها وخيرها.الحرمان يجعل أوتار أعصابنا مشدودة نستطيع عليها العزفأما الإشباع فيجعلها ترتخي فلا نخرج لحناًالمرأة التي تسمى بالمرأة الطبيعية، هي المرأة التي نجحت في قتل وجودها الحقيقي الأنثى هي الأصل .الناس من خوف الذل في ذل.اما رئيس الدولة، فهو غير مسؤول عن الشر. إنه مسؤول فقط عن الخير.إن الإنسان يولد عارياً ويموت عارياً، وما تلك الأثواب التي يلبسها إلا زيف يحاول أن يغطي به حقيقته .قالوا: ” أنت امرأة وحشية وخطيرة ” .. أنا أتكلم الحقيقة والحقيقة هي وحشية وخطيرة “.إن شرف الإنسان رجلًا أو امرأة هو الصدق؛ صدق التفكير وصدق الإحساس وصدق الأفعال. إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة؛ واحدة في العلانية وأخرى في الخفاء.قد يكون من الأفضل للإنسان أن يواجه الحياة بلا معلومات على الإطلاق على أن يواجهها بمعلومات خاطئة تفسد فطرته وذكاءه الطبيعي.قهر المرأة في بيتها هو العائق الأساسي أمام مشاركتها في الحياة السياسية. المرأه كالدولة .. إن لم تعول نفسها بمالها فقرارها ليس بيدها.
ما أقبح النبل في لحظة الحب , وما أقبح العقل في لحظة الجنون. مؤلفات السعداوي حسب تاريخ الإصدار :1960 – مذكرات طبيبة.1970 – الغائب (رواية).
1971– الأنثى هي الأصل1972
– كانت هي الأضعف (رواية).1973
– الرجل والجنس1974 – المرأة والجنس1975
– امرأة عند نقطة الصفر (رواية).1975
– المرأة والصراع النفسى1977
– الوجه العاري للمرأة العربية (1) 1978
– الأغنية الدائرية (رواية).1982
– مذكراتي في سجن النساء.(2) 1982
ــ الزرقاء (مسرحية).1983
– امرأتان في امرأة (رواية)1984
– الإنسان اثني عشر امرأة في زنزانة.1986
– رحلاتي في العالم.1987–
ــ سقوط الإمام (رواية).(3)1988
– الخيط وعين الحياة1989
– موت الرجل الوحيد على الأرض (رواية ).1989
– لحظة صدق (قصة قصيرة).1990
– دراسات عن المرأة والرجل في المجتمع العربي1990
-الحاكم بأمر الله (مسرحية من فصلين). 1992
– معركة جديدة في قضية المرأة.1992
– الحب في زمن النفط (رواية).1999
– توأم السلطة والجنس.2000
– جنات وإبليس (رواية).2000
– المرأة والدين والأخلاق. اشتركت في تأليفه د.هبة رؤوف عزت (مناظرة حول قضايا المرأة)2000
– أوراق حياتي.2000
– تعلمت الحب (رواية).2004
– كسر الحدود.2005 – الرواية (رواية)2006
– الصورة الممزقة (رواية).2006
– الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة (الكتاب تم منعه من النشر في مصر)2006
– قضايا المرأة المصرية السياسية والجنسية.2009
–زينة (رواية).
أخيرا :ما لفت نظري هو اعتبار شكل نوال السعداوي سمة من سمات أهل النار، ولي سؤال هل النساء اللآتي يضعن مساحيق التجميل ولا يظهرن بدونها ، ويتابعن بشكل دوري عمليات التجميل ليبقين على ما كن عليه هي سمة من سمات أهل الجنة .نوال السعداوي إمرأة تؤمن بالجوهر ولا تؤمن بالمظهر ، أي شخص منا بعد مرحلة من العمر سيكون بشكل مختلف عن طبيعته ،حين يموت ربما تظهر عليه سمات أخرى فالله أعلم منا بنا .
رشا الحسين 26/3/2021
موقع الدكتور مسلك ميمون