كتبت الشّاعرة أمل أخضر :
في غيابك ..حدثت أشياء كثيرة/ قطع أوغاد البلدية نخلتي المسجد العتيق/ وقّع الصبيان جدران الجسر بأسماء حبيباتهم / كبر الصغير أحمد الذي كان يلثغ حرف السين/ وأصبح غلاما يشارب خفيف. / استطال الصبار القصير في حديقة الحي ،/ واصبح له شوك حاد وزهور/ قصف الأولاد مسعود الأبله ، / قصفوه بوابل من الحصى/ و قصفت صحافة المعارضة السيد الوزير ،/ و قصف إمام الجمعة نسوة القرية النائمات عن رغبة أزواجهن ،/ في غيابك.. / ماتت عاملات الحقول في حادث بالصدفة / و ترحم على أرواحهن العمدة شخصيا / وتكفلت الحكومة بمراسيم الدفن/ في غيابك نبتت في قلبي قرنفلة يابسة .. يابسة جدا ./ – [ ]
فكانت هذه السجعية..
سجعية الغياب
لمْ يكنِ الغيابُ رغبةً أو مُتعةً في الغيابِ./ فَطالما غابَ فَتجمَّعتْ أحْداثٌ ذاتُ أسْبابِ./ يَعرفُها و قدْ تكونُ منْ هواجسٍ و ارْتياب./ كُلَّما غابَ تَوالتْ في العَطاءِ و الانْجابِ./
فلكلِّ نَخلةٍ لينةٌ تَنمو وتَعلو في انْجذابِ./ و تَوقِيعاتُ الصّبيانِ سَتمْحى كالسَّرابِ,/ و لاثغُ السِّينِ سَيمْضي سينهُ في انْسيابِ./ و زهرُ الصّبارِ و إنْ كانَ يُغري بِاقتِرابِ./ فقدْ حُفَّ بِوخزٍ حُرقتهُ تَسْري كَالتِهابِ./ وَ الأبلهُ لدى الأولادِ مَلهاةٌ دونَ اقْتضابِ./ و الوزيرُ شاءَ أم لمْ يَشأْ صِنفٌ منَ الذّئابِ./ والإمامُ دونَ رَغبةِ الرِّجالِ في اغْترابِ./ و العاملاتُ إنْ عِشْنَ عِشْنَ في اسْتِلابِ./
يَغيبُ و يعودُ يوماً كشَمسِ خَلفَ الضَّبابِ/ قدْ لا تُرى و لكنَّها حَتماً تعدُّ في الحِسابِ./ سَتجدينَ أنَّه تَغيَّرَ وغَرِقَ في اغْترابِ./ ويجدك قُرنفلةً شاعرةً بِكلِّ إحْساسِ الغِياب./
* مسلك *