كتبت الشّاعرة أمل الأخضر:
لست من علم الحمام رقصة الغرام
ولا من علم الريح ركوب السفر
ولا من علم الموج فن الغرق.
غير أني في الحب بلغت المرام
وفي الرحيل طوفت الدنا
وفي الموت استشرفت مداه.
لست من هيأ العيون لفيض الدموع
ولا القلوب لغدر الصحاب.
غير أني أعرف درب الألم
وأعرف أثر الجروح على الجسد
وأعرف ايضا طعم الجبر بعد الكسور.
لست من عصر الصدور من صهد الحنين
ولا من قطع الشفاه لفرط الندم
ولكني عرفت كيف أدس الثلج
في ورم اللهيب
وكيف ارى الخطأ دليلا للصواب.
فكانت سجعية صكّ الاتّهام
و معَ ذلكَ لا مَناصَّ لكِ مِنَ الاتِّهامِ./ هلْ غَيركِ يُمسكُ الرِّيحَ قبلَ الفِطامِ./ وَ يَسرقُ زُرقةَ المَوجِ في الظَّلامِ./ لَيتكِ بالمَرامِ بَلغتِ مُنتَهى الهُيامِ./ لَيتكِ بكلِّ الدُّنا تَركتِ حَظًّا للوِئام./
ويا ليتكِ ما اسْتشرَفتِ خَبايا الحِمامِ./ كلا، غَشاكِ الاتِّهامُ و صَوبُ المَلامِ./بكِ جَرى فَيضُ العُيونِ كَالرُّغامِ./ وبكِ شقَّ الصِّحابُ الوِثاقَ بانْتقامِ./ فأنت الاغْراءُ ضَجَّ بِحرقةٍ و آلامِ./
تَتجاهَلينَ جِراحاً تَناسَلتْ في سِقامِ./ و كُسورًا شتَّى جَبرُها عزَّ في المَقامِ./ فهلْ أبقيتِ في الصَّدرِ حَنينَ الأيَّامِ؟/ و هلْ يُجْدي النَّدمُ بَعدَ سَفكِ الغَرامِ./ فَلا ثلجَ ثلْجكِ يُخْمدُ لَهيبَ الأوْرامِ./
لأنّك أنثَى فقَط، و هَذا عُرف الأناَمِ./ يُلاحِقكِ شُوَّاظُهُم بهتانا منْ كلامِ./ و إنْ عانقكِ لَحدٌ فلنْ تَنعَمي بالسَّلامِ./ فهلْ قَدرُكِ أنْ تَكوني مَأدُبةَ اللِّئامِ؟/ إذْ لا صَوابَ يُبعدُ عنْكِ صَكَّ الاتِّهامِ./
* مسلك *