سجعية الزّلزال..
تحتَ أنقاضٍ ألمٌ و أنَّاتٌ تَصَّاعدُ و تَنتَشِرُ./ و آهاتٌ في اخْتناقٍ مَكتومٍ و أخْرى تَندثرُ./ و النّاسُ في هَولٍ كأنَّ السّاعةَ أَزفتْ تُزَمْجرُ./ قضاءُ اللهِ و قَضاؤهُ غيْبٌ يَقصفُ و لا يُنذِرُ./ فللّهِ الحَمدُ فيما قَضى و للهِ الحَمدُ فيما يَسْتَدْبِرُ./
اسْتعْصى الدَّمعُ منَ الهَولِ ويا لَيتهُ يَنهَمِرُ!/ فَيطْفئُ حرَّ أجيجٍ أمْسى كَالصُّهارةِ تَنشَطِرُ./ فِراقُ الأحبَّةِ شُواظُ نارٍ في الحَشى تَسْتَعرُ./ فِراقُ الأحِبَّةِ شَرْخٌ كَيفَ ينْدَملُ و يَنْحَسِرُ؟ ليتَ العَبَراتِ تُسعِفُ وتَهْمي زَخَّاتٍ تُمْطرُ !
أُغالبُ الحُزنَ و الحُزْن غَلاَّبٌ يَسْتَنفرُ,/ كلّما رجوْتُ الصْبرَ راغبِاً هَوى يَنكَسِرُ./ وغَمرَ العَينَ يَبابٌ و هَدمٌ يَخِرُّ و يَنْحَدِرُ./ كأنَّهُ ما كانَ مِعْمارَ شُموخٍ و عِزٍّ يَفتَخرُ./ في لَحْظةٍ صارَ رُكامًا تحْتهُ الأنينُ يَحْتَضِرُ./
مَنْ لي بِالصّبرِ و القلبُ في ترْكيا ينْفَطِرُ؟/ مَن لي بِالصَّبر و أحْزانُ سورية لا تنْحَصِرُ؟/ أَ كانَ ينقصُ الشَّامَ ألمٌ أمِ الألمُ فيهِ يَعْتَمِرُ؟!/ أواسي قلبًا مَكلومًا و السَّوادُ حَولي يَنتَشرُ./ يا عَيني جُودي فإنَّنا نَرْجو رَحمةً و نَنتَظِرُ./
اللَّهمَّ غِثنا يا رَحيمُ فإنَّنا بِقَضائكَ نَعتَبِرُ./ فارْحَمْ مَوْتانا و الْهِمْنا الصَّبرَ نَصْطَبِرُ./ و اشْفِ جَرْحانا و امْدُدْنا بِما إليهِ نَفْتَقِرُ./ يا حيُّ يا قيُّومُ يا منْ بِأمْرهِ الكَونُ يَأْتَمِرُ./ مُنَّ عَلينا بِعَطفٍ إنَّ البَلاءَ حَولَنا يَنْتشِرُ./
سجعية الزّلزال ..
