رحم الله الشّاعر العربي كريم العراقي رحمة واسعة و أحسن مثواه
– قصيدة نحن جمهورية متى
مـتى الحقائبُ تُلقى من ايـاديـنا … وتسـتـدلُ على نـورٍ ليالـينا؟
متى الوجـوهُ تـلاقـي من يـعـانقـها … ممن تبـقّى سلـيماً من أهـالينا؟
متى المصابيحُ تـضحـك في شوارعـنا … ونشـهد العـيد عيداً في أراضينا؟
متى يـغـادر داء الرعـب صبـيـتَـنا … ومن التـناحر ربُ الـكون يُشفينا؟
متى الوصـولُ فقـد ضلّتْ مراكبنا … وقد صـدئنا ومابـانت مراسـينا؟
ذبنا اشتـياقاً لمن نهـوى ولا خبرٌ … يُحـيي القـلوبَ ولا صـبرٌ يداوينا
تـلك العـواصفُ يا قـبطانُ غـامـضةٌ … من كـلِ صـوبٍ رياحُ الشـر تأتينا
بالحزم والعـزم والايمان ندفـعـها … وبالـشـياطـين والدخـلاء ترمـينا
كم مزّقَ اليأسُ أشـرعة الرجاء بنا … تـصـارعُ الـموجَ مازالـت أمانـينا
المرحوم كريم العراقي
هذا الطائر الغريد
هذا الطائر الغريد الذي شاءت الأقدار أن يغادرنا هذا الأسبوع، ترك إرثا شعريا جميلا يزيد من بهائه وقوته جودة إلقائه لقصائده، بحرارة المبدع العميق الإحساس، المؤمن بضرورة الشعر لإيقاض مكامن المشاعر توجيها ونفضا لغبار الرتابة المنسية للواجب الإنساني.
هو الشاعر الذي أتحف المسامع بقصائده جميلة الإيقاع، المفعمة بالأساليب البلاغية النادرة. شاعر يغرف من الحزن والفرح، يغرف من اليتم والمرح، يرسم الإحساس بكل ألوانه، رسما جميلا يؤثر في الأفئدة، ويستميل الأسماع لتسبح بعظمة خالق هذا البهي المطرب الساحر.. ساحر بإلقائه المتدفق كالشلال يتلو القصيدة بوجدان يعكس عمق الروح، وأسرار البوح. إنه الشاعر كريم العراقي، والعراق منبع الفنون بشتى ضروبها، طرق أبواب الأدب، فأنار وأجاد وخلّد الكثير من أعماله الحاملة لأحلام الغلبة والشعراء وكل من يروم أن يرى الأفضل من الكائن متطلعا إلى الممكن الأفضل والأجمل. منذ ريعانه شرع في الكتابة، لينشر نصوصه في مجلة «الراصد»، ومجلة «ابن البلد» ومجلة «الشباب» وغيرها بشعره تغنى كثير من العراقيين، وما تزال حواراته في منابر إعلامية كثيرة تشهد برسوخ قدمه في مجال الفن عموما. رحل من العراق نحو تونس بداية التسعينيات، وكتب الكثير من الأعمال الشعرية والمسرحية المدافعة عن وطنه. جاءت أشعاره بساتين تحمل أزهارا من لؤلؤ وماس..أسلوبه جزل سلس جميل الإيقاع، يوصل الفكرة بلا تصنع وتلكف
أما الشاعر العراقي ..
فلقد أبدع في جمهورية متى كما أبدع في غيرها رحمه الله وعوضنا من أمثاله.