ضوء على تاريخ الأسطورةالعراقية/الموصلية: يونس صالح بحري الجبوري

د.عبدالوهاب محمد الجبوري

·

ضوء على تاريخ الأسطورة العراقية / الموصلية (يونس بحري ): “هنا برلين حيّ العرب”
القسم الأول
تمهيد /
الصحفي والدبلوماسي و السائح وإمام جامع باريس ، ومفتي اندونيسيا ، ومستشار ملك ليبيا ، المذيع في راديو برلين خلال الحرب العالمية الثانية ، وصاحب “العرب ” و” حيّ العرب ” ، الرجل الذي يتقن ١٦ لغة وعبر مضيق جبل طارق ، زامل “غوبلز ” وزير ألمانيا وتحدث إلى موسوليني وهتلر ، والذي قام بجولة حول العالم على الأقدام باسم ” السائح العراقي” .. وقد بلغ من شهرته ومكانته في العالم الغربي والأقطار العربية ، وهو وان كان لا يحتاج إلى تعريف ، لكني اعتقد ان الكثير من العراقيين والعرب ، وبخاصة الموصليين ، لا يعرفون عنه إلا الاسم فقط أو لا يعرفون عنه شيئا.. وبعبارة ” هنا برلين ! حيّ العرب ” كان يفتتح الإذاعة العربية من محطة الإذاعة الألمانية في برلين، والذي أشرف على تأسيسها وحده ، وكانت أول إذاعة أجنبية في محطة الإذاعة الألمانية ببرلين ..
ويونس بحري ، الأسطورة العراقية او اسطورة الارض كما لُقّب ، كما عرفته عن كثب في سبعينات القرن الماضي خلال لقائي به في مكتبته (العقاب) التي افتتحها بشارع نينوى بالموصل أو من خلال لقاءاته ببعض الشخصيات الموصلية ومنهم شخصيات من أبناء قبيلة الجبور ، او من خلال ما قرات له وعنه الكثير مما كتب ونشر ، هو يونس صالح بحري الجبوري ، ( 1979-1903)صحفي ومذيع وإعلامي وأديب ومؤلف عراقي، ولد في شهر كانون الثاني من عام 1900م وقيل في عام 1903 م في مدينة الموصل، ولهُ العديد من المؤلفات والكتب، سافر إلى عدة بلدان وأتقن لغات أجنبية عديدة منها؛ اللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية والإنجليزية، وأسس عدة إذاعات، وهو مؤسس أول إذاعة عربية في قارة أوروبا عام 1939، وهي إذاعة برلين العربية التي كانت تبث من ألمانيا وموجهة إلى أقطار الوطن العربي ومردداً عبارته الشهيرة به: (هنا برلين حيَّ العرب)، وكان يذيع على الهواء خطبًا رنانة، منتقدا خلالها بعض الملوك والرؤساء، ولقد قابل معظم الشخصيات المشهورة في زمانهِ وحكم عليهِ بالاعدام أربعة مرات، وأثارت شخصيته ولا تزال جدلاً كبيرًا حول طبيعة الأعمال والمهن التي مارسها خلال حياته، حتى إنه جمع بين عدة مهن رغم تناقضها ، بشكل كلي مع بعضها البعض، حيث الإعلام، والرقص، والغناء، والإفتاء، والكتابة والتأليف، وإمامة الجوامع، هي كلها أعمال مارسها “بحري”، وبسببها نجد الكثير من الأصوات التي هاجمته ووصفته بأبشع الصفات، وفي المقابل كان هنالك الكثير ممن انحنوا محبة واحترامًا واعجابًا بمسيرة حياته وكفاحه. وبغض النظر عن رأي محبيه وأعدائه به ، فلا يمكن أن يغفل أحد أن يونس بحري شخصية تستحق الوقوف عندها وقراءة تاريخها.. فبعد تلقيه تعليمه الدراسي الأولي في مدبنة الموصل تركه باكرًا، ليلتحق بوظيفة في إحدى دوائر الدولة الرسمية، والتي سرعان ما تركها هي الأخرى بعد أن قرر أن يرتحل حول العالم، يقيم في بلد ويعمل في آخر ليلتصق به بعد ذلك لقب البحري. كان يحرص على تعلم لغة الدول التي يزورها ، كما ترك أيضًا إرثًا كبيرًا من المؤلفات التي تنوعت هي أيضًا، فنقرأ من عناوينها: (صوت الشباب في سبيل فلسطين الدامية- 1933)، (العراق اليوم-1936)، (تاريخ السودان- 1937)، (هنا بغداد- 1938)، (العرب في المهجر-1964) ، (ليالي باريس-1965)، وغيرها من المؤلفات، كما أصدر عدة صحف، منها: صحيفة الكويت العراقي ، والحق والإسلام، والعقاب.. وفي محاولة لالقاء الضوء على هذه الشخصية الفريدة من نوعها سأقوم تباعا ان شاء الله بنشر أبرز ما كتب عنه في المصادر العراقية والعربية .. ومن الله التوفيق
عبدالوهاب الجبوري
الخميس في 2018/12/20
الموصل / العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.