لنْ يرحلَ التّاريخ عنّا / الشّاعر العراقي : عبد الوهاب الجبوري (أبو محمد)

كتب الشاعر عبد الوهاب الجبوري :
“أتناول وجبة خفيفة عند قلعة اربيل ، بعد كتابة صفحات جديدة من مذكراتي ، وذلك في شهر آب من العام الماضي (٢٠١٨) مرفقة بقصيدة : ( لن يرحل التاريخ عنا ) “

****

اقلّبُ صفحاتي
بين امسٍ مضى ،
وبين ما هو آت
ما احلى الرجوع
إلى تلك الأيام بعد فوات
ذكريات جميلات تغتسل
بضوء القمر ، بصمت الحجر
وصخب الحياة
زمن تولّى من أعمارنا
في ظلّه عشنا اجمل الاوقات
نمرح ، نلعب ، نتسامر
نغضب ، نتسامح
نمرض ، نشفى ،
من بطون الأزقة كنا نحلم
بالخبز والأغنيات
نلتقي ، نفترق ، نجوب الطرقات
كل عام جديد يخبيء فينا
دروباً للمحبة، والمودة، والعشق
يحمل في أثوابهِ دمدمات الطفولة
وصخب الفتيان والفتيات
ما اصدق البسمات ،
ما اجمل الضحكات ،
ما امرّ الآهات ،
في صمت الآباء والامهات
والقلوب مسيجةٌ بحروف ملتهبة
وفي خارطة الدموع
في المنافي والمخيمات
كنا نهتف لفلسطين ، للجزائر
لبور سعيد ،
لمجد العرب التليد
يروي لنا معلمونا قصص
البدايات الحزينة ،
ومسار البطولات ،
فتية صدقٍ إذا قالوا ابرّوا ،
وإذا وعدوا صدقوا
وإذا اقتحموا اكملوا رحلة العشق
وهم يحبرون في رياضٍ مترعات
ما اصعب الأيام تمضي
والاحداث تترى
امتنا تدخل في ذاكرة الكون
اخوتنا يتوزعون في قلوب الخلق
اذا رأيتهم ، رايت شحوباً
في وجوه عيونها خضلات
ما أجمل الأيام تمضي
زمن الصفاء يمر في لحظات
والتواريخ تدور دورتها
بين صمتٍ وصخب
وايام تطوي صحائفها
الله يبارك صفصافها
والأرض تأخذ زينتها
ونحن اولاد الجوع والفقر والمرض
نكتب على الحيطان شعاراتنا
نتعلق بعربات الخيل
نلحق المركبات
علّ الزمان يساومنا
فلا يغيب القمح عن احلامنا
هكذا كنا ، نتعامل مع أسمائنا
كي لا ترحل عن تاريخها
ولا تخوننا مدننا ،
وجع جميل ،
يتفتح المدى عن امنيات
يقظة بعد سبات
ورحلة العمر
مازالت تراهن على النهايات
في الجسد جراحات
غير انها تعلّمنا
ان طعنات الورد
تختزل المسافات
ترسم احلامنا بحروف عربية
السيف بالسيف ،
والحرف بالحرف
ينادمنا الحب ، تعاقرنا الحرية
نصبح حكماء في زمن البلهاء
يرجموننا بالكفر والعصيان
يتبعنا الفقراء
فلا نتقهقر ، لا نتقهقر
في زمن الخطباء

عبدالوهاب الجبوري
٢٠١٩/٢/٢٦

الشاعر و الفاص العراقي عبد الوهاب الجبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.