عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عــــيـــــــــدُ / المتنبي

يدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عــــيـــدُ === بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديــدُ
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُـــــمُ === فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيــــــــدُ
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا === وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَـةً ==== أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليـــدُ
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبـدي === شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيـــدُ
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُمـا=== أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني === هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَـةً ===وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُـــودُ
ا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُــــــــهُ === أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُــودُ
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً === أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيـــــدُ
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُــــمُ ===عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ === منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ === إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُــودُ
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّــدَهُ === أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيـــــدُ
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَــــــا === فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُــــودُ
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِهــــا === فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيــــدُ
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بــــــــــــأخٍ === لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُـــودُ
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَــــــهُ === إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيــــــدُ
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَـنٍ ===يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِـــــدوا === وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ ـمشفره=== تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديـد
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني === لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
ويْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَـــــــــــا === لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُــــــــــودُ
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُــــهُ === إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديــدُ
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً === أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيــــدُ
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَــةً === أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَــــرْدودُ
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْـــــــــذِرَةٍ === في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ ===عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
المتنبيأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.