صراع التأويلات .. دراسات هيرمينوطيقية
تأليف : بول ريكور
……….
https://attanweerlibrary.blogspot.com/…/12/blog-post_22.html
……….
دار الكتاب الجديد – بيروت 2005
568 صفحة | 10.30 م . ب

ما هو “الفهم”؟ ما هو “التأويل”؟ و”كيف يمكن أن نحسِّنهما؟
تشير هذه الأسئلة إلى المحور الرئيس للمسائل التي تنشغل الهيرمينوطيقا بها. وتكمن خصوصية وأصالة هيرمينوطيقا بول ريكور في أنَّها شدَّدت على أنَّ هذه الأسئلة لا يمكن فصلها عن السؤال “ما هو التفسير”؟ وبهذا التأكيد على أهمية التفسير – بوصفه منهجاً علمياً – وعلى إمكانية وضرورة مَفصَلته مع الفهم، تتميَّز الهيرمينوطيقا الريكورية – بشكل عام، وفي الوقت نفسه – عن هيرمينوطيقا كلٍ من ديلتاي وهايدغر وغادامر. فهي تتميز عن هيرمينوطيقا ديلتاي من خلال أنها لم تُقم – كما فعل ديلتاي – تعارضاً قطبياً بين الفهم والتفسير. فعلى النقيض من ديلتاي الذي يعتبر أنَّ الفهم – لا التفسير – هو منهج العلوم الإنسانية، وأنَّ التفسير – لا الفهم – هو منهج العلوم الطبيعية، فإنَّ ريكور يؤكد على الترابط الوثيق بين الفهم والتأويل في كلٍ من الهيرمينوطيقا والعلوم الإنسانية والاجتماعية، على حدٍّ سواء. كما تتميز هيرمينوطيقا ريكور عن الهيرمينوطيقا الهايدغرية من خلال تأكيدها على أنَّه لا يمكن للهيرمينوطيقا أن تقتصر على أن تكون أنطولوجيا للفهم؛ بل يجب عليها – بالإضافة إلى ذلك وقبله – أن تهتم بالأسئلة المنهجية والإبستيمولوجية. وإنَّ انشغال هيرمينوطيقا ريكور بهذه الأسئلة هو ما يميز أيضاً هذه الهيرمينوطيقا عن هيرمينوطيقا غادامر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.