سجعية تأبين الشّاعر جلول دكداك
مَنْ يُعيدُ الزَّمانَ الذي تَلاشى و تَوارى في اخْتفاءِ؟ / فجأةً ! و كأنّه لمْ يكنْ منَ الزَّمان لا و لا منَ الانتماءِ./ مَنْ يُعيدُ البَهاءَ الذي مَضى في صُحبةٍ و إخَاءِ؟ / فجأة! لمْ يَعدْ إلا ذِكرى منْ ذِكرياتِ حُلوِ الاصْطِفاء./ مَنْ يُعيدُ تلكَ اللَّحظاتِ فيُشْفي ما بِالقلبِ منْ أرْزاءِ؟/ فجأة! كلُّ اللَّحظاتِ المِلاحِ تَناثَرتْ كَنَثرِ الهَباءِ./ و جفَّ نَبعُ الطِّيبةِ كما لو أنّهُ لم يكن ثرَّ الثَّراءِ./
مَنْ يُراسِلني بَعدكَ في اللُّغةِ و أشْعارِ الشُّعراءِ؟ / مَنْ يُتابعُ بَعدكَ ما أكْتبُ فَيثني و يَبتهجُ للعَطاءِ./ مَنْ و مَنْ كنتُ له الصَّديقَ الأثيرَ بَينَ الأصْدقاءِ./ يُغدقُ النُّصحَ دومًا و يُخْلصُ في نُبلٍ و اعْتناءِ./ أفتقدُكَ اليومَ بلْ تفتقدكَ عُرى الصُّحبةِ و الوَفاءِ./ تَفتقدكَ لِقاءاتُ الشِّعرِ والأنْسِ رائِقَة الأجْواءِ./ يَفتقدُكَ عمرٌ حَسبناهُ ممتدًا رُخاءً دونَ انْتهاءِ./
ألا ليتَ شِعري أوَهمٌ نَعيشهُ فنُنْشئُ كلَّ الإنْشاءِ./ و نَهيمُ سُكارى الوَهمِ في غَفلةٍ منَّا و في انْتشاءِ./ وكأنّنا لا نَدْرى أنَّ الفراقَ مُنْتَهى الحَياةِ والبَقاءِ./ يا صاح مَهما نَعشْ فالأجلُ دَومًا يُلاحِقنا بِالفَناءِ./ جلُّولُ أجلَّ اللهُ تُربةَ قَبركَ مَغفرةً و حُسنَ عَطاءِ./ و أكْرمَ وِفادَتكَ في جنَّةِ الخُلدِ صُحْبَةَ الأتْقياءِ./ رَحمكَ اللهُ صَديقا سَيبْقى ذِكرُه دومًا دونَ اخْتفاءِ./
موقع الدكتور مسلك ميمون