كتبت الشاعرة أمل الأخضر …. :
فلابأس ..سينبت في ضلعيّ جناحان كبيران ، ليطير هذا الجسد الثقيل.
سيأكل الطير من رأسي، وسيخرج دخان كثيف
وستسحبني يد الله، من حيث لا ادري . لألفي بي في حقل عريض.
سينبت لي ذنٓب طويل، أطوّح به ذات اليمين وذات اليسار
.ساغفو بين عيدان القصب الكثيف، وتغمر اليعاسيب ثقوب وجهي وتدغدغني وأضحك.
لا بأس ستنمو على كتفي شتلات الصبار القصير، أتعهد شوكها ببالغ صبري، وأسقيها لعاب فمي.
لا بأس، سأقف على رأس مرتفع بعيد، تتبعني الطيور الكاسرة ، وتلعق السحالي الممرات قبلي
لأعبر دونما خدوش. وتهيئ السناجب نفسها، والعقارب والحيات العظيمة، وذو القرن الوحيد ، لتشكل موكبا يليق بعبوري المهيب
لابأس.. لابأس..سيهيئ النمل حشوده، والديكة زوجاتها، والنسور أجنحتها، والسحالي ألسنتها. وسأعبر بكل عدتي،
يجرح الأرض، ذيلي الطويل.. أعبر بكامل هيبتي وأضحك.
***
فكانت هذه السجعية: لا بأس
لا بأس دعكِ كما أنتِ أمَلاً مُخْضوضَرا./ لا نُريدُ أوصاف رُعبٍ أوْ نكيرا و مُنكرا./ لا نُريدكِ بِجناحَين لا و لوْ مَجازاً مُحَوَّرا./ لا نُريدك بذيل هكذا يُطوِّحُ يَمنةً و مَيْسرا؟/ لا نَرْضى باليَعاسيبِ تَغمرُ وجْهكِ حُفَرا. / و الصّبَّارِ و الكَواسرِ و السَّحالي زُمَرا.زمرا/ و الّدّيكة و النّمل ظاهرًا مِنها و مُضْمَرا./ و وَحيد القرنِ و كلّ ما يَنفتُ شَرًّا و ضَرَرا./ و السَّنجاب و العقرب و الحيّة و هلم جرا. /
لا بأس مَملكةُ حيوانِ و رُعْبٌ كشَّرَ شَرَرا./ و هيبةٌ ما إذا تطوَّرَ الأمرُ فغَدا قَدرًا مُقدَّرا؟/ و ضَّحكُ لا كالضَّحكِ إنْ صار القبحُ مصوّرا؟/ أهي رجفة بودلير أم نفحة زهره مُنشَّرا؟/ أمْ سَوانحُ خيالٍ بِها مَنطقُ الأشْياءِ مُكسَّرا./
لا بأس لِيبقَ الجمالُ ينتقيه الذَّوقُ مُيسَّرا./ و يَأتينا من روحِ الشِّعرِمُعتّقا رائِقا مُعصّرا./ فإنَّ الشِّعرَ بالجمالِ يَسمو رَيْحاناً مُعطّراُ./ لأنَّه رِقة نَرجِسية و حبٌّ كَما أَراهُ مُسَطَّرا./
لا بأسَ سيَبقَى بيَننا طَيفَ رُوحٍ مُحَرَّرا./ ينْشدُ الحَياة دَوماً ويَرْسمُ أمَلاً مُخْضَوضَرا./
* مسلك *