سجعية تأبين د موسى الشامي

المرحوم د موسى الشامي


سجية تأبين د موسى الشامي

هَكذا مَشيئةُ اللهِ  تُحدِّدُ الأعْمارَ./ فَلا مدَّ و لا ما يُوجبُ الانْحِسارَ./ و لا عُذرَ و إنْ امْتَلكْنا الأعْذارَ./ هو الأجَلُ قُدِّرَ فَكانَ و قدْ صارَ./

الحياةُ كَدحٌ لا نَملِكُ فيهِ القَرارَ./ الحياةُ سَفرٌ فَجْأةً  يَفقدُ المَسارَ./ الحياةُ  حُلمٌ  يُضْمرُ الأسْرارَ./ الحياةُ  بِلَّورةٌ تَرصُدُ الانْكِسارَ./

أَموسى كمْ كُنَّا نَرْجو  الاكْثارَ./  فَنَلتَقي  و نُحي  للضَّادِ  الأَذْكارَ./ يُضَمِّخُها بَيانٌ يَسْتوْحي الأشْعارَ./  و يَرفُّ  فراشِاً يرْشفُ الأزْهارَ./

أَموسى لَيتَ الأيَّامَ تَملكُ  التّكْرارَ./ فَنعودُ شَوقًا للضَّادِ نُنفِرُ الأقْطارَ ./ فَلا شَعبَ بِدونِ لُغةٍ يَملكُ الفَخارَ./  ولا لُغَة إنْ كانَ الجَهلُ يَعُمُّ الدِّيارَ./

أَموسى عِشتَ النّضالَ والاسْتِبشارَ./ حَامي حِمى الضَّادِ تَسْتزيدُ الأنْصارَ./ لمْ تُبالِ بِمَنْ أقامَ الحُدودَ و الأَسْوارَ./ مَضَيتَ جَسورًا فَباركَ اللهُ الاخْتيارَ./

أَموسى رَحمَكَ اللهُ واللهُ قدْ أَجارَ./ عَلى دَربكَ نَمْضي نُضيئُ المَنارَ./ نُبْحِرُ بالضّادِ و نُجِلُّ الابْحارَ./ لكَ الرَّحمةُ ما أبْقَى اللهُ لَنا الأَعْمارَ./

المرحوم د موسى الشامي

رحم الله الدكتور موسى الشامي، أحد جنود لغة الضاد. لقد نافح بكل عزم و جرأة لاستعادة مكانة اللغة العربية. كنت أسمع عنه قبل أن تجمعنا صداقة طويلة .كان أستاذ اللغة الفرنسية قسم اللسانيات.
أذكر ذلك اليوم الذي اتصل بي يحثني على انشاء رابطة لحماية اللغة العربية. لا أدري كيف حصل على رقم هاتفي . و لا من اخبره عني، لأنه لم يكن لنا سابق لقاء، أو معرفة شخصية ، و لكن أذكر أنني تحمست للمشروع و وافقته على التو. و كانت بداية صداقة، و معرفة ، و نقاشات طويلة…
كلما زار أكادير لزيارة أصهاره، كان يصر أن يزورني..فنناقش لساعات مشاكل العربية، و كيفية خدمتها ،و الرقي بها ،و حمايتها من غلاة الفرنكوفونيين .و إن كرنيش أكادير ليشهد لجلسات لا تنسى .
فطالما اتفقنا و اختلفنا في امور كثيرة تخص العربية.. و في كل مرة كنت أشعر بصدره الرّحب، و انصاته الجيد، و جوابه المقنع، و أدلته الدامغة .. كانت تصدر مني بعض الألفاظ بالفرنسية جريا على العادة، فكانت تقلقه، فيظهر ذلك على وجهه، فيعيدها بالعربية مبتسما.. و كأنه كان يقول لي : هذا من حماية اللغة العربية..
رحمك الله سيدي موسى الشامي، و جزاك عن لغة الضاد كل خير.. و إنا لله و إنا إليه راجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.