لامية الشنفرى
تعدّ هذه القصيدة من عيون الشعر العربي ومن أفضل القصائد لجزالة ألفاظها وتعبيرها عن حياة العربي وأخلاقه في الجاهلية . أعجب بها العديد من المستشرقين، فترجمت إلى لغات عديدة
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُــــم *** فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيـــــلُ
فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِـــرٌ*** وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحــــــلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى*** وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
عَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ*** سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّــــــــسٌ *** وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيــــــــأَلُ
هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِــــــعٌ*** لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ
وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّـــــــــــــــــــــي*** إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ
وإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ*** بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ
وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّـــــــلٍ *** عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ
وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني *** إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّــــــلُ
وَإِنّي كَفانِي فَقدُ مَن لَيسَ جازِيـــاً *** بِحُسنى وَلا في قُربٍه مُتَعَلَّــــلُ
ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّـــــــــــــــــعٌ *** وَأَبيَضُ إِصليتٌ وَصَفراءُ عَيطَلُ
هَتوفٌ مِنَ المُلسِ المُتونِ يَزينُها *** رَصائِعُ قَد نيطَت إلَيها وَمِحمَلُ
إِذا زَلَّ عَنها السَهمُ حَنَّت كَأَنَّهــــــا *** مُرَزَّأَةٌ عَجلى تُرِنُّ وَتُعـــــــــــــــوِلُ
وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني *** إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ
أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَـــــــــهُ *** وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَـــهُ *** عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ …