سجعية : تأبين العالم الجليل أبو إسحاق الحويني
قدْ لا يَأسى الزَّمانُ لموتٍ كيفَما كانَ الموتُ ./ كَما يَأسى حَتْمًا لِمَوتِ عالمٍ كانَ لهُ صَوتُ ./ كانَ لهُ البَيانُ والجُرْأَةُ فلا يُجافيه السَّمْتُ ./ و لا تَأخذُهُ في إِحْقاقِ الحَقِّ لَومَةٌٌ أوْ كَبتُ ./ و لا يَخْشى إلاَّ اللهَ يَصْدحُ بِالقَولِ فلَا خَفْتُ ./
أبا إسحاق لا أَرومُ مُبالغةًً في حقِّكَ إنْ قُلتُ:/ إِنَّكَ أَيوبيُّ الابْتِلاءِ يُخْطئكَ الوَصفُ و النَّعتُ./ بَترٌ للسَّاقِ و فَشَلٌ كَلويٌّ و وََرَمٌ يُغَذيهِ صَمْتُ./ وفيضُ سُنَّةٍ إنْ ارْتشَفْتهُ العُمرَ ما ارْتَويْتُ ./ لله منْ روْعة عَزمٍٍ كانَ شيمَتكَ كََما بُلِّغْتُ ./
أبا إسحاق عِشْتَ الزَّمانَ الصَّعبَ كما شهدتُ ./ فجَمعتَ بينَ الابْتلاءِ و العلِم فو اللهِ ِلقدْ عَجبتُ./ كيفَ احْتمَلْتَ الأوْزارَ كُلَّها لو كُنتُ لاشْتَكَيتُ ./ شَكْواكَ كََْانَتْ حَمْدًا وَصَبْرًا لَيْتَني بِها شُغِفْتُ ./ مُعَلِّمًا كُنْتَ و دَاعيًّا يُرَسِّخُ العِلْمَ كَأنَّهُ النَّحْتُ ./
أبا إسْحاق إنَّما الحَياةُ بُرْهةٌ أَو أَنَّها نَفْتُ ./ ولكنَّ رَحيلَ عالِمٍ ثَلْمَةٌٌ لا يُجْبرُها الوقْتُ ./ أيْ نعمْ، قدْ يُخْلَفُ عُلماءٌ كما يُخْلفُ النَّبْتُ./ و لكنْ مِثلُكَ حُقَّ ألاَّ يَكونَ له ُمَثيلٌ أوَْ نَعْتُ./ فَرَحِمكَ اللهُ رَحْمةً دائِمةً لا يُدْرُكُها المَوتُ ./
* مسلك *