غــزوة بــدر

 

 غــزوة بـــدر
 وسمّيت
” يوم الفرقان ” 

ويا (رمضانُ) ذكِّرنا دَواماً .. بنصرِ اللهِ إِذ حَميَ القتالُ
ب(
سابع عشْرةٍ) منهُ اكتمَلْنا .. سروراً مثلما اكتملَ الهلالُ
إذا ذُكِرَت (
سِنينُ المجدِ) فينا .. وعَن (بدرٍ) بدا يوماً سؤالُ
فقُل في (عامها الثاني) انتصَرنا .. وأعقبَ ذاكَ فتحٌ واحتفــالُ   
د. عبدالحكيم الأنيس

—————————-

  غزوة بدر, وسميت يوم الفرقان
التاريخ ، 17 ، رمضان ، السنه الثانية للهجرة النبوية المباركة
 أسباب المعركة ، اعتراض المسلمون قافلة أبي سفيان القادمة من الشام، وكان السبب الذي دفع المسلمون لاعتراض القافلة هو استرجاع اموالهم التي نهبتها منهم قريش قبل واثناء هجرتهم الى المدينة، لان اغلب المهاجرين تركوا اموالهم في مكة او اخذها منهم قريش بالقوة .

أرض المعركة ، بدر  وهي الآن مدينة ، تبعد 155 كلم عن المدينة المنورة، و310 كلم عن مكة المكرمة، و30 كلم عن  البحر الأحمر 

المسلمون =  ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً – وكان معهم سبعون بعيرًا، وفرسان، بقيادة رسول الله – صلى الله عليه وسلم .

مشركو قريش الذين خرجوا لقتال المسلمين كان عددهم في بداية مسيرهم نحو ألف وثلثمائة محارب، معهم مائة فرس وستمائة درع وجمال كثيرة، بقيادة أبي جهل. 

النتيجة ، هزيمة ساحقة لمشركي قريش ، ومصرع قائدمشركي قريش أبو جهل ، قتلة ، معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء وهما فتيان حديثا السن ، كما قال عنهما الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، قال : { إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت ، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن ، فكأني لم آمن بمكانهما ، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه : يا عم ، أرني أبا جهل ، فقلت : يا ابن أخي ، فما تصنع به ؟ قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا ، فتعجبت لذلك. قال : وغمزني الآخر فقال لي مثلها ، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس ، فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه ، قال : فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيكما قتله ؟ فقال كل واحد منهما : أنا قتلته ، قال : هل مسحتما سيفكما ؟ فقالا : لا . فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين ، فقال : كلاكما قتله ، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء}. والحديث في البخاري ومسلم }.

================

مواقف ايمانية من المعركة

  القائد رسول الله صلى الله عليه وسلم  يشارك جنوده المشقة و الصعاب ابتغاء الأجر من الله . 

عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : كنا يوم بدر، كل ثلاثة على بعير، فكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : فكانت إذا جاءت عقبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالا : نحن نمشي عنك قال : ” ما أنتما بأقوى مني وما أنا بأغنى عن الأجر منكما ” [ابن هشام 2/ 389 وحسنه الألباني في تحقيق فقه السيرة 167]. 

 القائد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع جنوده ، ويقول لهم 

 ” أَشِيرُوا عَلَيّ أَيّهَا النّاسُ  ” . 

ورد في كتاب  ﴿الروض الأنف والمنهل الروي في ذكر ما حدث عن رسول الله وروى﴾.للسهيلي ، وهو في شرح السيرة النبوية لابن هشام، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم ، جمع الناس ، قبل معركة بدر ، في مكان يقال له ،  وداي ذَفِرَانَ,  يبعد عن المدينة المنورة نحو مائة كيلو متر

 رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع جنوده ، ويقول لهم  

” أَشِيرُوا عَلَيّ أَيّهَا النّاسُ  “

 .. ورددها مرارًا، وما زال يكررها عليهم، فيقوم الواحد تلو الآخر ويدلو بدلوه، فقام أبو بكر فقال وأحسن. ثم قام عمر فقال وأحسن. ثم قام الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فقال وأحسن.. حتى قام  سعد بن معاذ الأنصاري، رضي الله عنه

, قائًلا :  لَقَدْ آمَنّا بِك وَصَدّقْنَاك ، وَشَهِدْنَا أَنّ مَا جِئْت بِهِ هُوَ الْحَقّ ، وَأَعْطَيْنَاك عَلَى ذَلِكَ عُهُودِنَا وَمَوَاثِيقِنَا ، عَلَى السّمْعِ وَالطّاعَةِ .. فَامْضِ يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَا أَرَدْت فَنَحْنُ مَعَك ، فَوَاَلّذِي بَعَثَك بِالْحَقّ لَوْ اسْتَعْرَضْت بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْته لَخُضْنَاهُ مَعَك ، مَا تَخَلّفَ مِنّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوّنَا غَدًا ، إنّا لَصُبُرٌ فِي الْحَرْبِ صُدُقٌ فِي اللّقَاءِ . لَعَلّ اللّهَ يُرِيك مِنّا مَا تَقُرّ بِهِ عَيْنُك ، فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللّهِ [ السهيلي 3 / 57] ، وهذا الفعل من رسول الله يعتبر منالشورى التي أمر الله بها . 

 
 فضل البدريين

 وهم من شهد بدر من المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 ورد كثير من الأحاديث في فضل البدريين 

– أثنى الله عليهم في قوله تعالى: { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الأَبْصَارِ} سورة آل عمران آية/13 

 – علو مقامهم في الجنة. فقد عقد البخاري بابا في فضل من شهدها. وفيه قصة حارثة بن سراقة الذي أصابه سهم طائش يوم بدر ، وهو غلام ، وجاءت أمه تسأل عن مصيره يوم القيامة ، فبشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن له جنانا كثيرة وأنه في جنة الفردوس 

– نقل القرطبي رحمه الله تعالى: عن ابن الكلبي أن قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} إنها نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال ،  الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 8/43 

– قوله تعالى: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } سورة الأنفال آية/12 .وهذه الآية  دلت على إثبات إيمان أهل بدر 

– روى الإمام البخاري رحمه الله بإسناده إلى رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه ـ وكان أبوه من أهل بدر قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ما تعدون أهل بدر فيكم قال: ” من أفضل المسلمين ” ـ أو كلمة نحوها ـ قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة ” ، صحيح البخاري 3/10 .

وهذا الحديث تضمن بيان درجة أهل بدر ويبين أن لهم درجة كبيرة، ومنزلة عظيمة عند الله جل وعلا 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.