عبد الله الميالي

نشرت صحيفة النهار بعددها (2050) الصادر هذا اليوم الثلاثاء 18 / 6 / 2019
دراستي الأدبية (انفعالات “ناتالي ساروت” .. رواية وليست قصصاً قصيرة جداً!)
شكراً من القلب للصحيفة والأستاذ ضياء الربيعي سكرتير التحرير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“انفعالات” ناتالي ساروت .. رواية وليست قصصاً قصيرة جداً!
دراسة بقلم: عبدالله الميالي
منذ ترجمة رواية Tropismeللروائية الفرنسية من أصل روسي، ناتالي ساروت، من قبل المترجم المصري فتحي العشري الذي وضع لها عنوان “انفعالات” عام 1971 ، ولغاية اليوم والكتاب محل نقاش وخلاف بين الباحثين عموماً وأدباء السرد بصورة خاصة، حول نقطتين رئيسيتين:
ــ النقطة الأولى: عنوان الكتاب
ــ النقطة الثانية: جنس العمل الأدبي فيه
بالنسبة للنقطة الأولى: وجدتُ على الأقل سبعة عناوين مختلفة للكتاب، وكما يلي:
1- انفعالات: وهو الاسم الذي وضعه المترجم المصري فتحي العشري عام 1971 ، كترجمة لكلمة ” “Tropismes التي عنونتها الكاتبة ساروت لكتابها.
وقد دافع الباحث العراقي د. نجم عبدالله كاظم، عن فتحي العشري في ترجمته للعنوان: “إنّ عدم وجود مقابل لكلمة Tropesmes الفرنسية في العربية، قادت العشري للاجتهاد في ترجمة المفردة/ العنوان، وتبعاً لذلك في تناول ما جاءت عنواناً له، نعني هذه الكتابات غير العادية وغير المألوفة، فكان منه ما كان، مما يحتمل الصحة والدقة، كما نراه نحن، وافتقاد بعض الصحة وبعض الدقة، كما قد يرى آخرون ليقترحوا كلمة بديلة مثل (انتحاءات)، وهي عندنا في عدم الاتفاق عليها ومن القبح، حتى وإن جاءت من كاتب كبير مثل نهاد التكرلي، بحيث يصعب أن يرضى بها شخص مثل كاتب كبير آخر مثل فتحي العشري ليضعها عنواناً للمجموعة.”(1)
2- انتحاءات: وهو الاسم الذي وضعه المترجم العراقي نهاد التكرلي للرواية عام 1985، وأيدته لهذه التسمية وزارة الثقافة السورية عندما أعادت طبع الرواية مرتين تحت هذا العنوان في عقد التسعينيات.
3- اتجاهات: هو العنوان الذي اختارته الباحثة د. سامية أسعد للرواية، وذلك من خلال دراسة موسعة لروايات ناتالي ساروت، نشرتها مجلة عالم الفكر الكويتية عدد نيسان ــ 1976 .
4- مدارات: وهو العنوان الذي اختاره الباحث العراقي د. عدنان محسن في مقاله المنشور على موقع الحوار المتمدن الالكتروني بتاريخ 10/4/2014
5- انتماءات: وهو العنوان الذي اختاره الباحث رضا الطاهر في مقاله المنشور في صحيفة الجزيرة السعودية الالكترونية بعددها 9982 بتاريخ 27 / 1 / 2000
6- انحرافات: وهو العنوان الذي اختاره جورج دورليان عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة البلمند اللبنانية، في مقاله المنشور في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 2/6/1999
7- اعترافات: وهو العنوان الذي اختاره الباحث المصري أسامة البحيري في دراسته (سطوة البدايات .. دراسة في نصوص رواد القصة القصيرة جداً في الوطن العربي) المنشورة في مجلة الراوي السعودية العدد 26 ــ آيار ــ 2013 .
وربما هناك عناوين وأسماء أخرى للرواية فاتني الاطلاع عليها، ولعل السبب الرئيس في هذا الاختلاف في العنوان يعود إلى اختلاف الترجمة من مترجم إلى آخر، خصوصا وأن الكاتبة ساروت اختارت كلمة Tropismes وهو مصطلح علمي غير معروف في لغة الأدب، وعلى ذمة ما يقوله العشري في مقدمة الترجمة: “كلمة Tropismes لا توجد لها ترجمة في غير اللغات اللاتينية ولا يوجد لها تفسير في أي من هذه اللغات .. وإن كان – قاموس أكسفورد – قد حاول في سنة 1899 أن يجد لها تفسيراً مؤداه أن الكلمة – صفة بيولوجية تعني الحركة الناتجة عن إثارة خارجية والتي توجه الجهاز العضوي أو جزءاً منه في اتجاه الذات – “(2)
=====
أما بالنسبة للنقطة الثانية: وهي الأهم من وجهة نظري، حيث تصرّف المترجم فتحي العشري من عندياته وخلافاً للأمانة في الترجمة عندما سمح لنفسه بوضع عبارة (قصص قصيرة جداً) في أول صفحة داخلية للكتاب، مع إنه يعترف من خلال ترجمته أنها رواية، وأنها تنتمي لما يُسمّى (الرواية الجديدة)!
ونتيجة لهذا الخطأ أو الاجتهاد الخاطئ (إن صحّ التعبير) وقع معظم الباحثين والنُقّاد العرب في حيرة التجنيس لهذا الكتاب، هل هو رواية كما كتبتها الكاتبة ساروت في الأصل؟ أم هو قصص قصيرة جداً كما ثبّته المترجم العشري على صفحة الكتاب الداخلية؟
وأفضل من يبيّن لنا هذه الحيرة هو الباحث السوري أحمد جاسم الحسين: “كتاب ناتالي ساروت – انفعالات – هو الصورة الأولى المترجمة إلى العربية، لكن حين نقرأ المقدمة نُفاجأ قليلاً إذ كُتب على أساس أنه رواية جديدة وليس قصصاً قصيرة جداً .. مع أنّ المترجم وضع على صفحته الأولى – قصص قصيرة جداً – ” (3)
وكذلك الباحث العراقي جاسم خلف إلياس بقوله: “حينما ترجم فتحي العشري رواية انفعالات لناتالي ساروت عام 1971 بانحراف نوعي مغاير – قصص قصيرة جداً – بوصفه – عقداً نصياً جمعياً – كان التجريب القصصي قد أخذ مساره الخاص .. ” (4)
وقد لوحظ أنّ أغلب الباحثين والنُقّاد من العرب تحديداً، ذهبوا مع رأي المترجم بأنها قصص قصيرة جداً، علماً أنّ الروائية ساروت لم تقصد أن يكون كتابها قصص قصيرة جداً ولا جنّسته أيضاً، لا في وقت التأليف، ولا بعدها وإلى وفاتها عام 1999 ، وبناءً على هذا الطرح الخاطئ، تم اعتبار ناتالي ساروت من روّاد كتابة القصة القصيرة جداً إن لم تكن رائدتها في أوربا على أقل تقدير، كما يرى الباحث المغربي د. جميل حمداوي ومن تبعه على ذلك: ” تُفاجئنا الكاتبة الفرنسية نتالي ساروت بأول نص قصصي قصير جداً بعنوان – انفعالات – عام 1932م، وكان هذا العمل أول بادرة موثقة علمياً بأوروبا لبداية القصة القصيرة جداً، وأصبحت هذه المحاولة نموذجاً يحتذى به في الغرب.” (5)
وإلى هذا الرأي يذهب أيضاً الباحث العراقي إبراهيم سبتي: “بعد صدور كتاب انفعالات لناتالي ساروت عام 1932. انتبه كتاب القصة إلى فن جديد يشبه القصة القصيرة، لكنه يختلف عنه في بنائها وشكلها أطلق عليه القصة القصيرة جداً، ويعد – انفعالات – أول بادرة موثقة تؤرخ لبداية هذا الفن الجديد، وكانت ترجمته إلى العربية في السبعينيات قد نبه القصاصين إلى هذا النوع من القص، فبدأت تظهر في الصحف والمجلات المتخصصة، قصصاً قصيرة جداً كان تأثير ساروت واضحا عليها” (6)
ويشاطره الرأي الناقد المغربي د. مسلك ميمون، عندما يكتب: “الق ق ج كفن من فنون السرد الحديث.عُرفت أوّل ما عرفتْ، في أوروبا و أمريكا اللاتينية أواخر القرن التّاسع عشر، وبداية القرن العشرين . وكانت الشّرارة المنبهة سنة 1932 بظهور كتاب – انفعالات – لناتالي ساروت والذي تُرجم إلى العربية في السبعينات.” (7)
وهكذا يستمر مسلسل تكرار المعلومة الخاطئة، فبدل من أن يكلف الباحث نفسه عناء البحث والتقصي عن الحقيقة نراه يعتمد على من سبقه، وهذا بدوره على من سبقه، وهكذا، إلى أن تنتهي الحلقة بالمترجم فتحي العشري الذي فتح الباب لهذا الاجتهاد الخاطئ.!
ولكن في المقابل نجد عدداً من الباحثين والنُقاد العرب لم يقبل لنفسه أن يتداول معلومات غير صحيحة، فتصدى لمخالفة هذا التيار! ، ومنهم الباحث والناقد العراقي مؤيد عليوي الكعبي:
“بسبب هذه الترجمة المبكرة الخاطئة والإضافة الخاطئة، شاع مفهوم خاطئ عن نشأة القصة القصيرة جداً في العالم العربي – ونعني ساروت وأوربا- .. وبسبب قلّة اهتمام المثقفين والمترجمين خصوصاً، بتدقيق ما ترجمه العشري، ظلتْ تتخمر الأفكار الخطأ عن نشأته ولا يستغرب المتلقي أن يجد هذا الخطأ على صفحات الانترنيت وكل ما هو مكتوب، وبكثرة موجعة للحقيقة بل وعند كبار الكتّاب إلا ما ندر، فأكثر الكتّاب والمتتبعين للقصة القصيرة جداً ظلوا يعتمدون ما كتبه فتحي العشري، فقد أُهملوا الترجمة الصحيحة لكلمة – انتحاءات – على يد العراقي الأستاذ نهاد التكرلي عام 1985 وهو مَن جنّس الكتاب بشكله الصحيح كالآتي: – رواية كتبتها ناتالي ساروت عام 1938 ضمن الرواية الفرنسية الجديدة – ومؤخراً تم اعتماد ترجمة التكرلي وتجنسيه للرواية، عربياً إذ طبعتْ وزارة الثقافة السورية عام 1999 رواية – انتحاءات – لساروت ترجمة ريم منصور الأطرش في المرة الأولى، ومُزمل سلمان الغندور في المرة الثانية من ذات العام، معتمدة على ما قدمه التكرلي.” (8)
وكذلك الباحث المغربي محمد مختاري له نفس الرأي: “وعلى الرغم ممَّا انتشر في الساحة النقدية – وهو أنّ ناتالي ساروت صاحبة الكتاب الذي ترجمه فتحي العشري بانفعالات، هي أول من كتب القصة القصيرة جدًّا في العالم، أي: التشديد على أن البداية كانت من أوروبا – فإن هذا ليس صحيحاً، ذلك بأن فتحي العشري جنَّس هذا الكتاب بـ”قصص قصيرة جدًّا”، وهو في الأصل عبارة عن رِواية، ممَّا جعل الكثير من النُّقَّاد يعتمدون على مغالطات سبَّبتها الترجمة الخاطئة.” (9)
المثير للانتباه في هذا الموضوع، إنّ الباحثين والنُقاد العرب وحدهم فقط من انجرف إلى تيار ريادة ناتالي ساروت للقصة القصيرة جداً، فلا الكاتبة نفسها قد ادّعت ذلك لا تصريحاً ولا تلميحاً، ولا الباحثين والنُقاد الغربيين وغير الغربيين – فيما وقع عندي من معلومات – ذهبوا إلى ذلك، وهذا هو قول الكاتبة الصريح عن روايتها لا يحتمل التأويل، فقولها هنا كما قالت العرب قديماً (قطعت جهيزة قول كل خطيب) :
“بدأتُ أفكر جيداً في الرواية قبل الكُتّاب الآخرين للرواية الجديدة، وقد سبقتهم بعشر سنوات. وقد أستفاد – روب آلان غرييه – من Tropismes التي نشرتُها قبل الحرب” (10)
من جانبه الباحث الليبي أحمد يوسف عقيلة، ينفي أن تكون “انفعالات” ناتالي ساروت قصص قصيرة جداً، وقال ساخراً: “لا أعرف لماذا هذا الإصرار من نُقّادنا على إيجاد مرجعيّة أجنبية للقصة القصيرة جداً في الوطن العربي.. يستكثرون علينا أن نُبدع شيئاً خاصاً بنا! .. أرى أن القصة القصيرة جداً في الوطن العربي لا علاقة لها بناتالي ساروت.. لكن في وطننا العربي يبحثون عنّا دائماً من خلال الآخرين؟ .. ونقّادنا يصرّون على أنّنا لا علاقة لنا بالواقعيّة السحرية.. بل هي من ابتكارات ماركيز وكُتّاب أمريكا اللاتينية! هذا نوع من الاستلاب!” (11)
=====
النتيجة
بسبب هذا الاختلاف في ترجمة العنوان إلى سبع ترجمات عربية تختلف في ما بينها، أرى من المناسب الإبقاء على أصل العنوان الوارد باللغة الفرنسية، وهو كلمة Tropisme .
ومن خلال اعتراف جميع الباحثين العرب أن كتاب Tropisme هو رواية في الأصل، قد أضاف لها المترجم مصطلح (قصص قصيرة جداً) كتصرّف شخصي منه، أرى ضرورة تصحيح هذا الخطأ سواء كان مقصوداً أم لا، والعودة بتجنيس الكتاب كرواية كما كتبتها الكاتبة ساروت وكما أرادت لها ذلك، دون أن نحمّل الكِتاب ما لا يحتمل! .. والنتيجة النهاية التي لابد من الإقرار بها هي: كتاب Tropisme لناتالي ساروت رواية وليس قصصاً قصيرة جداً!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
1 – د. نجم عبدالله كاظم، مقال بعنوان “انفعالات ناتاي ساروت” / نشرته صحيفة المدى ــ الملحق الثقافي بتاريخ 28/8/2018
2 – فتحي العشري، ص 27 من ترجمته لرواية Tropisme
3 – أحمد جاسم الحسين، “القصة القصيرة جدا .. مقاربة بكر” ص155 / دمشق – عام 1997
4 – جاسم خلف إلياس، “شعرية القصة القصيرة جداً” ص20 / دمشق ــ 2010
5 – د. جميل حمداوي، مقال بعنوان ” القصة القصيرة جداً .. تاريخها وفنها ورأي النقاد فيها” / الموقع الالكتروني لصحيفة المثقف / تاريخ النشر 27/6/2011
6 – إبراهيم سبتي، مقال بعنوان “محنة القصة القصيرة جداً” / نشره على موقع الحوار المتمدن 2005
7 – د. مسلك ميمون، دراسة بعنوان: “القصة القصيرة جداً ومعضلة الإبداع عند الشباب” / نشرها على صفحته الالكترونية بتاريخ 18/1/2013
8 – مؤيد عليوي الكعبي، مقال بعنوان “إشكالية نشأة القصة القصيرة جداً والترجمة إلى العربية” / نشره على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 26/12/2013
9 – محمد مختاري، دراسة بعنوان “القصة القصيرة جدًّا: أي ماضٍ؟ وأي حاضر؟ وأي مستقبل؟” / تم نشرها على موقع شبكة الألوكة الالكترونية بتاريخ 16 / 5 / 2018
10 – مقابلة صحفية لناتالي ساروت مع صحيفة لوموند الفرنسية بتاريخ 26 / 2 / 1993
11 – أحمد يوسف عقيلة، مقابلة له في موقع الناقد العراقي الالكتروني نشرت بتاريخ 28 / 12 / 2013

توضيح :

أستاذ عبد الله الميالي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
توضيحا لما جاء في تدخلك أقول: لم أتبن فكرة اعتبار ” انفعالات” على أنها (ق ق ج)
لقد عبّرت عن ظروف النشأة باقتضاب فقلت : “الق ق ج كفن من فنون السرد الحديث.عُرفت أوّل ما عرفتْ، في أوروبا و أمريكا اللاتينية أواخر القرن التّاسع عشر، وبداية القرن العشرين . وكانت الشّرارة المنبهة سنة 1932 بظهور كتاب – انفعالات – لنتالي ساروت والذي تُرجم إلى العربية في السبعينات. “. لأن أغلب النقد العربي المهتم في تلك الفترة كان يرى أن مصدر النشأة أوروبا و أمريكا اللاتينية، و الأمر كذلك.و حين ظهرت انفعالات بنصوصها القصيرة و خصائصها و أسلوبها الذي يوهم بالقصة القصيرة جدا… اعتقد النقد العربي المهتم أن ” انفعالات ” مجموعة ( ق ق ج ) و جاءت ترجمة الكتاب لتزكي ذلك خطأ سواء عن قصد أو عن غير قصد، لهذا اعتبرت أن ذلك كان بمثابة ( الشرارة المنبهة) في الوطن العربي، من حيث النقد و التتبع.. لهذا النوع الجديد. و هذا لا يعني أنني أتبنى شيئا بهذا الخصوص.لأن وصف الوضع و ما كان عليه الاعتقاد لا يعني تبنيه..و لو قرأت ردي جيدا لوجدتني أعبر عن حيرتي إذ قلت : ” .. فعاد اهتمامي بالكتاب من جديد, فوجدتني أغرق في حمأة السّؤال: هل كتاب نتالي ساروت رواية كما قرأتها و فهمتها منذ زمن؟ أم هي مجموعة قصص قصيرة جداً.؟”
و لكن رأيي جاء واضحاً في ردي على سؤال الأستاذ عباس عجاج .. كما هو أعلاه :

” 1 ــ إنّ عاشق الرّواية الجديدة، بأسلوبها غير المَعهود و الذي يُخالف الأسلوب الكلاسيكي كلّيا. سيجد في كتاب ( انفعالات ) ضالته ، و لن يصنّفه إلا في إطار الرّواية الجديدة.
2 ـ إنّ المولع بالحكايا، و الأحداث التي لا تخلو من طرافة، و متعة ..سيجده كتاب حَكايا ليس إلا، لأنّه ـ فعلا ـ جُملة من الحكايا يميّزها التّنوع، و الغموض، و التّلميح .
3 ــ أمّا النّاقد الحصيف.. و بخاصّة ناقد القصّة القصيرة جداً ، فقد يجدها صنفاً من السّرد، و شكلا من الحكي .. و لكن لا يجدها قصصاً قصيرة جداً، ليس من حيث الحجم و الشّكل فحسب، بل من حيث النّسقية السّردية، والمَقصدية (L’intentionnalité) التّمييزية، و الانجاز الفنّي، و الخلاف الكبير في المقاربة التّركيبية فيما يُكتبُ من نصوص قصصية قصيرة جداً، وما كَتبَتْ نتالي ساروت يومئذ ..”

و به تمّ التّوضيح ..مع خالص التحية و المودة و رمضان كريم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.