مريم بنت يعقوب الأنصاري

قاسم الأنصاري

مريم بنت يعقوب الأنصاري

—يزخر تاريخنا الأندلسي بأسماء نساء وضعن بصماتهن فيه، من أشهر هؤلاء النساء الأندلسيات:

مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري الفُصولي الشلبي الحاجَّة، اشتهرت مريم بنت يعقوب كذلك بقوتها الأخلاقية بالتزامها بالصون والعفاف والحشمة.

—ولدت في مدينة شِلْب (Silves) في جنوب البرتغال تتبع مقاطعة الغرب، لكنها أقامت واشتهرت بمدينة إشبيلية بالأندلس بعد الأربعمئة.

— مكانتها العلمية:

عرفت مريم بكونها امرأة ذات ثقافة عالية، درست الشعر والأدب والبلاغة، مما مكنها من احتلال منزلة مرموقة

—كما أجمعت المصادر أنها كانت تطوف بيوت إشبيلية لتعلم النساء الصرف والنحو والأدب، وكانت تغدو على بنات سادات المدينة أيضا تعلمهن الشعر، و ربما تخرج من مدرستها طائفة من النساء الشهيرات في الأندلس.

ومما يروى عنها أنّها كانت تمدح ابن المهند و يساجلها شعراً، ويبرز للقارئ من خلال هذه المساجلات، حجم الاحترام والإجلال الكبيرين الذي كان يبديه لها حيث يشبهها بمريم العذراء في روعها، وبالخنساء في شعرها.

—مريم بنت يعقوب الأنصاري الشاعرة:

يقول عنها الحميدي في كتابه جذوة المقتبس:

وأخبرني أن ابن المهند بعث إليها بدنانير، وكتب إليها:

مالي بشُكرِ الذي أوليْتِ من قِبَلِي
لو أنني حُزْتُ نُطْقَ الإنسِ والخَبَلِ

يا فَرْدَةَ الظَّرْفِ في هذا الزّمانِ ويا
وحيدةَ العصْرِ في الإخلاصِ والعملِ

أشْبَهْتِ مريماً العذراءَ في وَرَعٍ
وفُقْتِ خنساءَ في الأشعارِ والمُثَلِ

وردت عليه مريم بقصيدة تمدح فيها الأمير الذي بعث إليها من ماله وخلع عليها من أدبه قائلة:

مَنْ ذا يجاريكَ في قولٍ وفي عملِ
وقَدْ بَدَرْتَ إلى فضْلٍ ولم تُسَلِ

ما لي بشكرِ الذي نَظَّمْتَ في عُنُقي

منَ اللآلي وما أوْلَيْتَ من قِبَلِي
حَلَّيتني بِحُلًى أصبحتُ زاهيةً

بِها على كلِّ أُنثًى مِنْ حُلىً عُطُلِ
لله أخلاقُكَ الغُرُّ التي سُقِيَتْ

ماء الفراتِ فَرَقَّتْ رقَّةَ الغَزَلِ
أشبهْتَ في الشعر مَنْ غارت بدائعُهُ
وأنْجَدَتْ وغَدَتْ من أحْسن المُثلِ

من كان والدُهُ العَضْبَ المهنَّدَ لم
يَلِدْ من النَّسلِ غير البيضِ والأسَلِ

وذكر الحميدي شعرا لها حين كبرت و عَمَّرَت، وقال : أنشدني لها أصبغ بن السيد الإشبيلي:

وما تَرْتَجي مِنْ بِنْتِ سبعين حِجَّةً
وسبع كنسْجِ العَنْكبوتِ المهلْهل

تدِبُّ دبيبَ الطِّفْل تَسْعى إلى العصا
وتمشي بِها مَشْيَ الأسير المُكَبَّلِ

تجدر الإشارة إلى أن الأبيات الثمانية السالفة هي كل ما وصلنا من شعرها، رغم أنها اعتبرت أستاذة مخضرمة من أساتذة الشعر في وقتها. و إلى جانب قوتها العلمية.

—وكما روت عن نفسها في الأبيات السابقة، فقد عاشت إلى أن بلغت السبعين، وتوفيت رحمها الله بعد (400ه‍/1010م)

مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري Maria Alphaizuli من الشاعرات الإشبيليات في القرن الخامس. أصلها من شِلْب (Silves) وشهرت‍ها وإقامتها بإشبيلية. كانت أديبة شاعرة جزلة مشهورة. كانت تعلّم النساء وتعطيهنّ دروساً في الأدب مع الالتزام بالصون والعفاف. ولقد عمرت مريم طويلاً فيما يروي مؤرخو الأدب، وبلغت سبعاً وسبعين سنة فيما تروي عن نفسها، وتوفيت بعد 400ه‍/1010م. ومن شعرها حين كبرت:
وما تَرْتَجي مِنْ بِنْتِ سبعين حِجَّةً *** وسبع كنسْجِ العَنْكبوتِ المهلْهل
تدِبُّ دبيبَ الطِّفْل تَسْعى إلى العصا *** وتمشي بِها مَشْيَ الأسير المُكَبَّلِ
قامت برحلة الى مسقط راسها شلب و هنا مقتطف وجدته لهذه الرحلة و اسمه رحلة الى الاخشنبة و الاخشنبة اسم كان يطلق على جنوب البرتغال ايام الحكم الاسلامي و ربما هو اسم من اسماء مدينة فارو عاصمة الاقليم اليوم و التي سميت ايضا الهارون و شنتمرية ابن هارون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.