قصص للقاص علي بنساعود.
(1) قصاصة…
عثر الأب عليها، تحت الأنقاض،
كانت بخط ابنته الأنيق، تقول:
أتمنى أن تكون نجوت أنت وماما وإخوتي وكل الأهل والجيران،
تأكد أنني أحبكم وأنكم في أعماق قلبي…
و…”
حتى اللحظة، يواصل المتطوعون النبش وسط الأنقاض،
تمكنوا فقط من انتشال أشلاء أطفال مجهولي الهوية،
وزعوها على الثكالى بالقسطاس،
والفائض تبرعوا به على الأحباب والجيران!
***
(2) صورة:
الخديج الذي ولد من رحم ميتة،
يقبع وحيداً في الحاضنة الزجاجية،
لم يتبقَّ له أحد يسأل عنه،
عائلته بكاملها قضت تحت الردم…
***
(3) نظرة
كان ينظر إلى الراقصات والراقصين،
أثارته سمراء ترتدي فستانا أبيض.
طلب منها أن تراقصه…
أمسك بيدها،
سرت في جسده قشعريرة،
ابتسمت…
هطلت شمسها على ركام ثلجه.
***
(4) عملة
في البدء، كانت البسمة …
التقيتما، صدفة، على شاطئ، تحدثتما طويلاً، حول
فنجان قهوة …
وقعت تحت سحرها، اعترفت لي :
” انتابتني حالة من الذهول، لم أتصور قط، أنه يمكن
لغرفة خافت ضوؤها أن تفرض نفسها علي إلى تلك
الدرجة …
تصور، على الجدران، لوحات، شخصياتها بارزة
كالبشر، تعطي الانطباع بأنها تحدق فيك، تتنفس،
و تحس …
صدقني، رأيتها حية، نعم كانت حية تقفز ” …
مبتسمة، علقت :
” أمامه، وجدتني أمام بسمة، بسمة تعبر عن وحدة
عميقة، عن ألم بلا نهاية “.
***
(5) بورتريه
التقينا خلف الضفة البعيدة للنهر، كنت شاردة، لم
تجتذبك المتاحف، ولا الأضواء، ولا الصخب …
في غرفة بلا ملامح، كان كل منا في كونه الخاص،
المسافة لم تكن بعيدة، لكنها محسوسة.
رغم المدفأة الصغيرة قربك، كنت تلبسين قفازا،
على وجهك بعض القلق و التعب …
قلت : قوليني …
قلت : في ملامحنا شيء لا يمكن أن يقال أو يكتب،
شيء غامض ، بل غامض جدا، كوجودنا معا نؤجج
ألوان هذا الصقيع …